ما أحوجنا فى هذه الأيام العصيبة لأن نستعيد الكثير من القيم والأخلاق التى تربينا عليها بعدما أفرزت المرحلة الأخيرة عددا كبيرا من السلبيات والتجاوزات التى لم نعهدها فى مجتمع تربى على التراحم والمودة والمحبة فى الله ,ما نعانيه هو نتيجة التربية الخاطئة التى زرعناها فى نفوس جيل أقل ما يوصف بأنه " غير متربى" ربما تكون عبارتى صادمة ولكنها هى الحقيقة من وجهة نظرى التى نحصد بسببها الألم ونتجرع الحسرة على ضياع الكثير من المبادئ . وما نسمعه من شباب البنطلونات الساقطة والشعور الكنيش التى يربون فيها الفئران من " قلة أدب" تجاه رموز مجتمعنا دون أن يقول لهم أحد "عيب" بزعم الحرية والديمقراطية وأن المرحلة الحالية لا يوجد بها تكميم أفواه ومن حق كل مواطن أن يقول رأيه يؤكد أننا أمام منعطف خطير وبالغ الحساسية فى تاريخنا قد يفرز جيلا منحرفا لا يلتزم بتعاليم دينه ولا يعرف الفرق بين الحديث بأدب وبين الحديث بقلة أدب ,ألم يسمع أمثال هؤلاء هذا الحديث " عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر". (حديث حسن رواه أحمد فى مسنده والترمذى). ولكن ليس الشباب وحده يتحمل مسئولية هذا التجاوز فهناك شركاء يحرضونهم على هدم الكثير من القيم والمبادئ والتعاليم الدينية ,هم زمرة فاسدة من الإعلاميين الذين يتقاضون أموالا طائلة مقابل هدم كل شيء جميل فى المجتمع المصرى الذى كان يضرب به المثل فى التراحم والتعاون والتكافل الاجتماعى ,فلا يجد أمثال هؤلاء الإعلاميين المأجورين أى غضاضة فى وضع ضيف من قامات المجتمع أمام شاب يدعى أنه أحد الثوار ,ولا نعرف من منح هذا الشاب أو غيره "صك الثورة" ثم لا يتدخل المذيع أمام تجاوز الشاب الذى يتخيل أنه يمكن بكلام حماسى أو خطابى يفتقد أى نوع من الخبرة أن يجد الحل السحرى لمشاكل مصر ,ويظل الشاب الذى يدعى أنه ثورجى "يمرمط" فى تاريخ الضيف المناظر سواء كان عسكريا أو مسئولا كبيرا لأنه ينتسب إلى النظام السابق ,ولا يدرى هذا الشاب أنه فى الوقت الذى كان يرتدى"الكافوله" لأن "البامبرز" لم يكن قد ظهر آنذاك كان هذا العسكرى على خط النار يتصدى بصدره للأعداء ويضحى بعمره من أجل أن يكبر هذا الشاب فى وطن حر,وأن يجد مدرسة يتعلم فيها ومستشفى يعالج فيه0 نعم عدد من شبابنا الطاهر ضحى بعمره إبان ثورة 25 يناير من أجل تخلص مصر من الفساد ولكن للأسف وجدنا من يسطو على الثورة من شباب ينتمى لحركات عميلة تمول من الخارج من أجل هدم أهداف شبابنا النقى ,المرحلة الحالية تتطلب منا لفظ هؤلاء الخونة الذين يحرضون شبابنا صاحب الأهداف النبيلة على حرق بلدهم ,وأظن أن الطوق بدأ يلف حول رقبة العملاء بعد كشف فضيحة التمويل وظهور كل منهم على حقيقته0 [email protected]