بكل صراحة وهدوء وثقة أعلنها الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أنه على عكس كثير من قادة إسرائيل لا يشعر بالقلق من جماعة الإخوان المسلمين وأرجع عدم قلقه الى أن صراع الأجيال داخل الجماعة كفيل وحده بتغيير الحركة، بعد أن ظهر فى صفوف الجماعة جيل شاب يفهم - على حد قوله - أنه يجب أن يصلي، لكنه يعى أيضا أن الصلاة وحدها لا تكفي ولن تكون هى الحل أمام الأخوان اذا فازوا فى الانتخابات ووصلوا للحكم. وتساءل بيريز متسائلاً: إذا تخيلنا أن الإخوان فازوا في الانتخابات. فماذا سيفعلون في الحكم؟ وكيف سيتغلبون على المشاكل الاقتصادية في مصر؟ واستطرد عندما انتصر الضباط الأحرار في مصر سنة 1952، كان عدد المصريين 18 مليونًا اليوم يوجد 84 مليون مصري أى خمسة أضعاف، لكن الاقتصاد المصري لم ينم بخمسة أضعاف. بل إن الفقر هو الذي تضاعف بها خمس مرات وأن أكثر الناس جوعى، وتوجد لديهم بطالة عالية ويجب على أى قادم لحكم مصر أن يتعامل مع هذا الواقع. للأسف وصل بيريز الى كبد الحقيقة التى لم يعيها حتى الآن الكثير منا ومن تلك القوى التى ظهرت وصاحبت ثورة يناير التى قامت فى أساسها على هذا الواقع المرير وهدفت الى تجاوزه.. ولكن ما حدث ان العديد من هذه القوى أخذ كل منها يبحث عن نفسه محاولاً القفز على غيره للحصول غلى الجزء الأكبر من التورتة السياسية وظهر مئات الائتلافات وعشرات الأحزاب والحركات والمسميات وكانت النتيجة المنطقية هو تشرذم قوى هؤلاء خاصة التى تطلق على نفسها انها ليبرالية وتلك هى المشكلة فى رأيى التى لازلنا نعانى منها حتى الآن.. اننا أكثر بطئاً فى فهم أنفسنا فى مواجهة الحاضر وأثر ذلك على المستقبل.. وهو مايعيه أعداءنا وقادتهم تماماً .. ان هؤلاء الأعداء يقفون ويعرفون ويدرسون واقعنا للوصول الى نتائجه علينا فى المستقبل, وبين وداخل كل هؤلاء يلعبون بأيديهم الخفية للوقوف على مايريدون تحقيقه وتشكيله فى هذا الواقع ولعل حديث وتحليل بيريز لهذ الواقع يؤكد ذلك. .. أما نحن فالواقع يقف بنا كثيراً عنده ونلف وندور حوله ألف مرة قبل أن نتحرك فى اتجاه استكمال خطى هذا الواقع .. فها نحن لازلنا حتى الآن نعيش حلم الانتصار على مبارك وأبنائه وأعوانه واستكمال مسيرة هذا الانتصار المدوى بالتوقف عند محاكمتهم والبحث عن دورهم فى قتل الثوار والفرجة عليهم داخل القفص الحديدى .. أما المشاكل الاقتصادية الجسيمة التى نعانى منها الان والخسائر التى تقدر بالمليارت فى البورصة وقطاع السياحة والطيران وغيرها فأننا لم نتوقف عندها كثيراً ولازلنا حتى الآن نساند ونقف الى جانب عدد ضئيل من هؤلاء الذين كانوا يعتصمون بميدان التحرير ويغلقون الميدان لمدة تقترب من الشهر رغم كل ماتحقق مجدداً من جمعة الثامن من يوليو حتى الآن بدعوى أن فض الاعتصام جاء بقوة مفرطة ! ان بيريز وأمثاله يلعبون معنا لعبة خطرة هى لعبة محاولة هدم هذا الوطن حتى لوكان بأيدينا .. فهل يعى شرفاء هذا الوطن هذا حتى نتعامل مع واقعنا المريرالذى خلفته لنا سنوات وسنوات من الفقر والجهل والضعف !! المزيد من مقالات حسين الزناتى