بعنوان "هكذا عزز شيمون بيريز أمن إسرائيل وعمل على تنفيذ المشروع السري في رمال ديمونه"، كشف موقع "واللاه" الإخباري العبري كواليس العدوان الثلاثي على مصر الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، وعلاقة ذلك ببناء مفاعل "ديمونة" النووي في منتصف الخمسينيات. وأضاف أنه "في 21 أكتوبر 1956 خرج وفد من إسرائيل يترأسه رئيس الحكومة ووزير الدفاع ديفيد بن جوريون ورئيس الأركان وقتها موشي ديان ومدير عام وزارة الدفاع شيمون بيريز وعدد من المساعدين، ليزور فرنسا؛ وذلك للمشاركة في لقاء سري مع ممثلي كل من باريس وبريطانيا، بهدف شن حرب مشتركة ضد مصر". وأشار إلى أن "كل دولة كان لها أسبابها في المشاركة بهذا الهجوم على مصر"، لافتًا إلى أن "الوفد الإسرائيلي الذي يضم بن جوريون ومرافقيه سكنوا إحدى الفيلات بمدينة سيفريه الفرنسية التي تقع بالقرب من العاصمة باريس". وتابع: "في اليوم التالي لوصولهم إلى فرنسا بدأت اللقاءات والتي استمرت ليومين؛ وفي النهاية تم توقيع اتفاق بين الدول الثلاث، ينص على شن عملية عسكرية منسقة ضد مصر". وأوضح أن "عدة أسباب وقفت وراء مشاركة إسرائيل بهذه العملية، أولها عمليات الفدائيين الممنهجة ضدها والمنطلقة من مصر، والحصار البحري الذي فرضته الأخيرة على خليج العقبة، علاوة على التغيير الدرامي بميزان القوى العسكرية؛ في أعقاب صفقة السلاح السوفييتية مع كل من مصر وسوريا". وأوضح أن "انضمام فرنسا للعملية حسم قرار إسرائيل بالمشاركة؛ فقد وقعت كل من باريس وتل أبيب اتفاقًا ضخمًا يتعلق بالسلاح وعرضت فرنسا تشكيل تحالف سياسي وعسكري مع إسرائيل، في الوقت الذي دعمت فيه القاهرة الجزائريين وأممت فيه قناة السويس". وأشار إلى أنه "مع نهاية اللقاءات، وبعد أن غادر المبعوثون البريطانيون مدية سيفريه الفرنسية، وقبل أن يغادر الوفد الإسرائيلي، تمنى الوفدان الإسرائيلي والفرنسي النجاح للعملية العسكرية القريبة رافعين الكؤوس، وبعد أن باركوا الاخيرة أضاف مدير عام الدفاع شيمون بيريز عبارة (في صحة ديمونه) ”. وذكر "واللاه" أن "عبارة بيريز عن مفاعل ديمونة كان تحمل من ورائها الكثير، وفي كتاب له عن علاقات تل أبيب وباريس بين أعوام 1947 إلى 1963 تحدث ميخائيل بار زوهار، البرلماني السابق المقرب من بيريز عن تفاصيل أكثر تتعلق بالأمر". ونقل عن الكتاب "خلال اللقاءات التي أجراها الوفد الإسرائيلي بفرنسا، سأل بيريز رئيس حكومته بن جوريون (الآن؟)، فرد عليه الأخير (نعم اذهب الآن)، ليتوجه بعد ذلك بيريز إلى الفرنسيين المشاركين باللقاءات قائلاً لهم (سادتي، سنخوض معكم الحرب ضد القاهرة ومن شأن ذلك أن يعرضنا لخطر الإبادة على يد المصريين، نريد أداة ردع تقف ضد هذا الخطر"، لافتا إلى أن "هذه كانت بداية المفاعل النووي الإسرائيلي". وذكر بن زوهار أن "بن جوريون وبيريز أدركا أن تل أبيب ليست إلا دولة صغيرة، وأنه يوما سيأتي ستقوم فيه الجيوش العربية بالتغلب على إسرائيل بسبب الفجوة العسكرية العددية، ولهذا لابد من إحداث توازن". وأوضح أنه "بجانب بيريز هناك اسم آخر يرجع له الفضل في تجسيد فكرة المشروع النووي؛ ألا وهو ارنست دود برجمان، المستشار العلمي لبن جوريون، ورئيس أول وكالة طاقة ذرية إسرائيلية، وكذلك العالم الإسرائيلي عاموس دي شاليط". وأشار إلى أنه "بعد تحركات استمرت ل10 أشهر وقعت كل من حكومتي تل أبيب وباريس على اتفاقين؛ أحدهما سياسي وبموجبه تمنح فرنسا لإسرائيل مفاعلا نوويا، أما الثاني فاتفاق تقني علمي من أجل حصول تل أبيب على المعدات والمواد والمهندسين والفنيين اللازمين لتشييد المفاعل". ولفت الموقع العبري إلى أن "جبهة إسرائيلية معارضة كبيرة وقفت أمام فكرة إنشاء المفاعل النووي؛ فهناك من حذر من تسلح الشرق الأوسط نوويا وهناك من خشي من العواقب الاقتصادية للمشروع، كما أعربت جولدا مائير -رئيسة وزراء إسرائيل لاحقًا- عن خشيتها من معارضة الولايات المتحدثة للمشروع". شاهد الصور: