قال آفي ديختر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي, إن ما يحصل في سوريا يعتبر أمرا جيدا للغاية بالنسبة لإسرائيل، لأنه يمكن من خلاله إعادة تصميم خريطة الشرق الأوسط بعد مرور مائة عام على ترسيم بريطانيا وفرنسا لحدود المنطقة. وأضاف ديختر في مقال له بموقع "أن آر جي" العبري في 6 سبتمبر, أن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط يمثل فرصة سانحة لإضعاف أعداء إسرائيل. وتابع " الوضع الحالي في المنطقة يتم فيه تقسيم المقسم، وهو ما يعني تخفيف التهديد الأمني لإسرائيل". واستطرد" الحرب الدائرة في سوريا, التي اندلعت في 2011 قسمت هذه الدولة إلى عدة مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى خاضعة للفصائل المسلحة، سواء كانت كردية أو إسلامية أو ميليشيات متعددة". وخلص ديختر إلى القول :" إن كبار المسئولين في إسرائيل باتوا يعتقدون أن الحرب في سوريا لن تنتهي قريبا". وكان الباحث الإسرائيلي إيدي كوهين, زعم أيضا أن الدول العربية في طريقها للتقسيم, وأن كيانات جديدة ستظهر في الشرق الأوسط في المرحلة القادمة. وأضاف كوهين في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية في 4 سبتمبر, أن الصراعات والانقسامات التي ظهرت بعد تفجر الربيع العربي, ستؤدي في النهاية إلى تقسيم الدول العربية". وتابع" ليبيا ستنقسم إلى ثلاثة كيانات: الأول في غرب البلاد تحت سيطرة أنصار ثورة 17 فبراير، والثاني في الشرق تحكمه القوى السائدة هناك حاليا، والثالث في الجنوب تسيطر عليه القبائل". واستطرد " بالنسبة لسوريا, فإن العلويين الشيعة, الذين ينتمي إليهم بشار الأسد يطمحون إلى إقامة دولتهم في منطقة طرطوس غربي البلاد، بينما يسعى المسلمون السُّنّة لإعلان دولة في حلب شمالي البلاد، أما الأكراد فسيقيمون إقليما خاصا بهم في محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد". وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" جون برينان رسم أيضا مستقبلا قاتما لسوريا ورجح عدم بقائها موحدة كما كانت مرة أخرى. ونقلت "رويترز" عن برينان قوله في 30 يوليو الماضي :"لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سوريا موحدة مرة أخرى". وتابع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أنه غير متفائل بشأن مستقبل سوريا. وتعد تصريحات برينان اعترافا علنيا نادرا من قبل مسئول أميركي كبير بأن سوريا ربما لا تبقى على وضعها الحالي. وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, قالت إن إدارة الرئيس باراك أوباما ارتكبت خطأ فادحا برفض إقامة مناطق آمنة في سوريا, وهو ما عزز من بقاء نظام بشار الأسد, وأضعف الحرب الأمريكية على تنظيم الدولة. وأضافت المجلة في مقال لها في مطلع سبتمبر, أنه كان هناك خيارات مختلفة بشأن إقامة مناطق آمنة، مثل عدم إسقاط طائرة قبل تحديد ما إن كانت روسية أو سورية، وتدمير أي طائرة سورية على الأرض إذا ثبت قصفها أي منطقة ببراميل متفجرة على سبيل المثال. وتابع "كان يجب على واشنطن أيضا تزويد جماعات المعارضة السورية المعتدلة بالصواريخ المضادة للدبابات -لا المضادة للطائرات- وبالذخيرة والأغذية، ودعمها لوجيستيا لمساعدتها على بناء قواتها". وخلصت المجلة إلى القول :"إن أمريكا ليس لديها حلفاء كبار على الأرض بسوريا باستثناء الأكراد، وهذا التحالف لن يكفي لهزيمة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وتغيير نظام بشار الأسد في نفس الوقت". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن الغرب هو المسئول عن المجازر المتواصلة في سوريا, بسبب تلكؤه منذ البداية في التدخل لردع نظام بشار الأسد. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 31 أغسطس, أنه لو حدث التدخل الأمريكي البريطاني الفرنسي منذ تفجر الأزمة السورية, لكان أنهى الكارثة التي تشهدها البلاد حاليا. وتابعت " الكوارث التي ترتبت على عدم التدخل مثل مقتل مئات الآلاف ونزوح وفرار الملايين داخل البلاد وخارجها, هي مسئولية الغرب بالأساس". واستطردت الصحيفة " الرئيس الأمريكي باراك أوباما تراجع عن تهديده بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، بالرغم من تجاوزه للخط الأحمر الذي وضعته واشنطن بشأن ضرورة عدم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين". وخلصت "واشنطن بوست" إلى القول إن سوريا تشهد دمارا على مستويات متعددة, ويبدو أن الحرب فيها لن تنتهي في المستقبل القريب.