** وزير زراعة سابق: الوزير الحالى مسئول عن فساد القمح بجانب وزير التموين.. ويؤكد: أستبق الأحداث بالتراجع عن استيراد «قمح الإرجوت» ** قيادى سابق بالزراعة: اختفاء رئيس إدارة الحجر الزراعى السابق بعد إقالته لاعتراضه على دخول فطر الإرجوت ** لهذه الأسباب تراجع وزير الزراعة عن استيراد قمح الإرجوت.. وهذه علامات إجباره على التراجع
اتخذت الحكومة قرارًا «صعبًا» بحظر استيراد أى شحنة من القمح تكون مصابة بفطر الإرجوت السام، واشترطت ال «زيرو» فى أى صفقة تُعقد بين هيئة السلع التموينية وبين أى جهة خارجية. ووافق وزير الزراعة، الدكتور عصام فايد، على جميع المطالب المنادية بحظر استيراد الشحنات المصابة بالفطر. وتعود قضية الفطر، إلى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى السابق، الدكتور سعد موسى، والذى أطيح به من منصبه بعدما وقف فى وجه استيراد أى شحنة مصابة بالفطر، فى الوقت الذى حاول عصام فايد «الوزير» تمرير شحنات قمح فرنسية مصابة بعد ضغوط مارستها الحكومة الفرنسية على مصر.
قيادى سابق بالزراعة: لا نعرف مصير رئيس الحجر الزراعى إلى الآن وقال قيادى سابق بوزارة الزراعة، إن إقالة سعد موسى جاءت نتيجة اعتراضه بشدة على قرار الوزير والسماح باستيراد القمح المصاب بالفطر، لافتًا إلى أن موسى لا يُعرف حتى الآن مصيره بعد الإقالة، ومن المحتمل أنه تعرض لضغوط أجبرته على الاختفاء من المشهد بشكلٍ تام. وعيّن وزير الزراعة الدكتور إبراهيم إمبابى، بدلاً من سعد موسى، على أمل توقيعه على خطابات استيراد القمح المصاب بنسبة 0.05 % من الفطر، غير أن إمبابى خيب ظن الوزير ووقف أيضًا فى وجه استيراد شحنات الإرجوت بل وهاجم الوزير ورئيس الوزراء ما أدى إلى تجميد منصبه. وقال باحثون بمركز البحوث الزراعية، إن لديهم ما يُثبت أن وزير الزراعة متورط فى دخول شحنات من القمح المصاب بالفطر «الإرجوت»، لكن الوزير - بحسب وصفهم – ينتقم من أى باحث يثبت أنه له علاقة بالإعلام من قريب أو بعيد. هذه علامات «إجبار» وزير الزراعة على التراجع عن القرار ورغم أهمية القضية والفرح بقرار حظر استيراد القمح المصاب بالفطر، تغيب وزير الزراعة عن مؤتمر صحفى عقد خصيصًا لمناقشة تداعيات إصدار قرار وقف الاستيراد، وأناب بدلاً منه رئيس مركز البحوث الزراعية، الدكتور عبد المنعم البنا، الأمر الذى فسره زراعيون بأنه غير راض عن القرار وأجبر على اتخاذه.
وقال الدكتور على سليمان، رئيس إدارة الحجر الزراعى السابق، فى تعليقه على قرار الحظر: «طالما أنه قائم على أساس علمى فلا مانع من وقف الاستيراد»، لافتًا إلى أن مصر لم تدخلها حبة واحدة من القمح مصابة بالفطر وهذا هو ما نفخر به. وأكد سليمان فى تصريح ل «المصريون»، أن القرار الذى كان فى يد رئيس إدارة الحجر الزراعى المقال الدكتور سعد موسى كان ينص على أن نسبة «الإرجوت» فى شحنة القمح لا بد أن تكون «صفر»، وهو القرار الذى تعمل به إدارة الحجر الزراعى بوزارة الزراعة منذ نشأتها. وأشار، إلى أنه رغم أن قوانين الحجر الزراعى تنص على عدم السماح باستيراد أى شحنة مصابة بالفطر، فإن المسألة علمية بحتة وتخضع للتجارب، حيثُ أن قرار الحظر قسم الدول إلى فريقين أحدهما مصابة بالفطر والأخرى خالية منه تمامًا. البنا: احتكمنا للتقرير الفنى.. ولا تسألونى عن سعد موسى من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم البنا، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن وزارة الزراعة احتكمت إلى التقرير الفنى وهو ما أدى فى النهاية إلى اتخاذ قرار الحظر، لافتًا إلى أن الوزير أصدر القرار باقتناعٍ تام، ولا صحة لما يثار عن عدم اقتناعه بقرار الحظر. وأوضح البنا، فى تصريح ل «المصريون»، أنه لا يعنيه التضرر الواقع على بعض الجهات من قرار حظر الاستيراد، مشيرًا إلى أن إعلاء مصلحة المواطن فوق كل الاعتبارات، مضيفًا: لن نحتكم إلى مواقع التواصل الاجتماعى وترويجها لاعتراض الوزير على قرار الحظر وإجباره على اتخاذه.
وعن موقف رئيس إدارة الحجر الزراعى المقال، الدكتور سعد موسى، بسبب اعتراضه على شحنات مصابة بالفطر، قال رئيس البحوث الزراعية، إنه لا يعرف شيئًا عنه، لأنه فى إدارة منفصلة عن البحوث الزراعية، مكتفيًا بالقول: «الوزير لا يظلم أحد». وزير سابق: "فايد" تعرض لضغوط للتراجع عن استيراد قمح الإرجوت فى الوقت نفسه، قال وزير سابق بالزراعة - رفض ذكر اسمه – إن الوزير قد تعرض لضغوط أجبرته على اتخاذ القرار، لافتًا إلى أنه كان متمسكًا فى بادئ الأمر بالقرار وهو السماح بدخول نسبة 0.05 % من القمح مصابًا بالفطر، ثم تغيير موقفه بالتزامن مع استقالة وزير التموين. وأكد الوزير فى تصريحات اختص بها «المصريون»، أن المسئولية مشتركة فى فساد منظومة القمح بين وزارتى التموين والزراعة، لافتًا إلى أن وزير الزراعة لم يمكن تنحيته عن المشهد بهذا الشكل، مؤكدًا أن بنك التنمية الزراعى هو المختص بمتابعة تسليم وتوريد المحصول إلى الشون، كما أن هناك شون تابعة للبنك يتم توريد المحصول إليها بدلاً من الشون الخاصة. وأوضح، أنه حتى وقتٍ قريب كانت هناك لجنة مشتركة مابين الزراعة والتموين والتخطيط يتم تأسيسها خصيصًا لمتابعة عملية توريد القمح، وأن هذه اللجنة وقفت عملها هذا العام بشكلٍ مفاجئ، مضيفًا: يتم كل عام تدقيق فى السجلات وتكون هناك لجنة مشتركة بين الوزارات المشتركة، مضيفًا: اللجنة يكون مسئول عنها وزيرا الزراعة والتموين معًا، ولا يُستثنى أحدًا منهما.
راضى: الوزير الحالى متهم فى منظومة القمح من جانبه، قال الدكتور عمر راضي، الباحث بالبحوث الزراعية، إن وزير الزراعة متهم هو الآخر فى فساد منظومة القمح، لافتًا إلى وزارة التموين والزراعة عملهما مشترك، وبالتالى فإن وجود فساد فى المنظومة يخص الوزيرين. وأكد راضى فى تصريح ل "المصريون"، أن عددًا من نواب البرلمان حاولوا استجواب وزير الزراعة فى فساد القمح ووقف فى وجههم رئيس البرلمان على عبد العال، مؤكدًا أن عبد العال قال لأعضاء لجنة تقصى الحقائق «الحكومة زعلانة منكم». وأشار أستاذ البحوث الزراعية، إلى كم الفساد الموجود فى وزارة الزراعة، باعتبار أن وجود فساد فى وزارة التموين هو انعكاس طبيعى لوجود فساد فائض عن الحد بوزارة الزراعة، مطالبًا بالتحقيق مع المسئول فى فساد القمح بجانب خالد حنفي، الوزير المستقيل. الخاسرون والرابحون من حظر استيراد قمح الإرجوت أما الخاسرون من قرار حظر استيراد قمح الإرجوت، فهم التجار فى المقام الأول، وذلك لكونهم سيشترون القمح بأسعار مضاعفة من هيئة السلع التموينية وبالتالى بيعها أيضًا إلى المواطنين. كما أن هناك عددًا كبيرًا من رجال الأعمال الذين توقفت أعمالهم بصدور القرار الوزارى بحظر الاستيراد. وفى السياق، قال الدكتور محمد فتحى سالم، الأستاذ الجامعي، إن الفلاح المصرى هو أكثر المستفيدين من قرار حظر هذه السميات، لافتًا إلى أن محصوله الآن سيكون رقم واحد فى التوريد إلى الدولة، مشيرًا إلى وجود مصالح لرجال الأعمال فى استيراد القمح من الخارج جميعها تضررت من القرار.
وأكد سالم فى تصريح ل «المصريون»، أن عدم ظهور وزير الزراعة إلى الآن يؤكد الادعاءات بأنه أجبر على اتخاذ القرار، لافتًا إلى أن ما يعنيه هو خروج القرار بهذا الشكل، وهو بمثابة انتصار للفلاح والمزارع المصرى والمواطن أيضًا الذى يضمن أنه لن يأكل أى رغيف به نسبة ولو قليلة من الفطر السام. أما عن فطر الإرجوت فإنه علميًا يصنفه علماء النبات كفطر شائع مؤذ، يوجد فى الحبوب وخاصة القمح، وهو عبارة عن أجسام حجرية تكون على حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر فى أوروبا، ويصيب بشدة محصول نجيلى يشبه «الشعير»، ويمكنه التأثير فى الإنسان فى حالة انتقاله من الحبوب المصابة على جسم الإنسان بعد تناول القمح.