حظيت شخصية جحا بشهرة واسعة فهي شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة ونسبت إلى شخصيات عديدة فقيل إن جحا هو أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية. وقيل إن جحا هو الشيخ نصر الدين خوجة الرومي الذي عاش في قونية، ومع البحث ستجد أن كل الشعوب وكل الأمم صمّمت لها (جحا) خاصًا بها بما يتلاءم مع طبيعتها وظروف الحياة الاجتماعية فيها. وشخصية جحا ترمز إلى رجل فقير كان يعيش حياته بطريقة مختلفة ويتماشى مع الأحداث والمواقف التي تعترض يومه بأسلوب ظريف. فهو كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر مع الأحداث التي كان يعيشها، فانتشرت قصصه ومواقفه التي كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر؛ ما نتج عن ذلك تأليف الكثير من الأحداث الخيالية على قصصه الحقيقية. ويقال إن أولى نوادر جحا حينما مر به عيسى بن موسى الهاشمي وهو يحفر بظهر الكوفة موضعًا فقال له: مالك يا أبا الغصن? قال: إني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها علامة. قال: قد فعلت. قال ماذا؟ قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة.