دعت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، مواطنيها إلى تأجيل السفر إلى الجابون، مطالبة في الوقت ذاته، جاليتها الموجودة في البلد الأخير بملازمة منازلهم، وذلك عقب المواجهات المندلعة بين قوات الأمن ومحتجين رافضين لفوز الرئيس المنتهية ولايته، علي بونغو، بولاية رئاسية ثانية في انتخابات السبت الماضي. وقرر وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك آيرلوت، إنشاء خلية أزمة، استجابة ل "قلق" الفرنسيين الموجودين في الغابون أو العابرين منها. وفي بيان لها اليوم، قالت "الخارجية" الفرنسية: "ندعو جميع المواطنين الفرنسيين إلى تأجيل سفرهم إلى الغابون"، مطالبة المتواجدين في البلد الأخير ب "توخّي الحذر وملازمة منازلهم". يأتي ذلك في ظل الشكوك التي أعربت عنها فرنسا بشأن "مصداقية" نتائج الإنتخابات الرئاسية الصادرة أمس الأربعاء، والتي أظهرت فوز بونغو ب 49.80 % من الأصوات، مقابل 48.23 % لخصمه مرشّح المعارضة جان بينغ. وقال آيرلوت، على هامش "أسبوع السفراء" المنعقد حاليا في باريس، إن "نتائج وقع نشرها بالأمس، يوجد شكّ في مصداقيتها"، مضيفا أنه "ينبغي أن تتم الطعون في إطار احترام القانون وضمن إجراءات شفافة ونزيهة". وتابع الدبلوماسي الفرنسي أن "فرنسا تدعو، مع الاتحاد الأوروبي، إلى نشر النتائج، مكتبا بمكتب، فبهذه الطريقة، يمكن للغابونيين الوثوق في النتائج، ولن يكون هناك أي شكّ حول احترام اختيارهم، كما أنه لا يسع فرنسا سوى أن تدين وبشدّة أي لجوء إلى العنف، وتدعو كل طرف إلى ضبط النفس". وفي وقت سابق اليوم، دعت فرنسا مختلف الأطراف في الغابون "إلى أقصى درجات ضبط النفس"، عقب مواجهات، مساء الأمس، بالعاصمة ليبرفيل، معربة عن "قلقها الشديد" إزاء ذلك. وأمس الأربعاء، اكتسح محتجون غاضبون على نتائج الإنتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز بونغو، شوارع ليبرفيل، مطالبين بإعادة فرز الأصوات ورحيل بونغو. من جهتها، رفضت المعارضة الغابونية نتائج اللجنة المشرفة على الاقتراع، مطالبة بإعادة فرز الأصوات في "أوغووي العليا" معقل الرئيس المنتهية ولايته، والذي تولى الحكم في 2009. ودُعي السبت، 628 ألف ناخب (من أصل مليونًا و800 ألف غابوني)، لانتخاب رئيس للبلاد من بين 11 مرشحا رئاسيا، أبرزهم بونغو، وبينغ الرئيس السابق للمفوّضية الإفريقية (2008-2012)، بحسب الهيئة الانتخابية. ووفق مراقبين، فإن العلاقات الفرنسية- الغابونية تشهد، منذ بعض الوقت، فتورا ناجما عن "فكّ ارتباط" محتمل من قبل باريس، فسّرته "ليبرفيل" على أنّه تمهيد لسحب "الدعم الفرنسي" للرئيس علي بونغو، في ترشّحه لولايته الثالثة في انتخابات السبت الماضي.