مطلوب منا أن نصدق أن الإعلامية دينا عبدالرحمن مناضلة وثورجية لأنها رفضت تخفيض راتبها الشهرى من قناة التحرير، من 275 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه، مقابل 5 حلقات أسبوعيًا من برنامجها، و600 ألف جنيه خلال شهر رمضان. بحسبة بسيطة نكتشف أنها كانت تتقاضى من قناة تأسست بعد ثورة يناير، 23 ألف جنيه عن الحلقة الواحدة مع أن برنامجها لا يجتذب المعلنين وخال من الإعلانات.. ولا نعلم لماذا هذا المبلغ الضخم والمستفز وعلى أى أساس. وكيف تكون ثورجيا داعيا للعدالة الاجتماعية والشفافية، بينما تصطاد تلك الآلاف المؤلفة بحلقة لا تزيد عن كونها كلاما فى كلام، وغيرك يموت فقرًا ولا يجد ثمن الدواء مع أنه مناضل حقيقى وثورجى يبيت فى العراء! شاهدت مرات قليلة وبالصدفة أجزاء من برنامج دينا الصباحى، الذى كانت تقدمه فى قناة دريم وتتقاضى عنه 50 ألف جنيه شهريًا، فلم ألاحظ عليها أى موهبة.. تقرأ من الصحف ونحن نسمع وإذا خرجت عما هو مكتوب نتأكد فورا من ضحالة ثقافتها وفكرها وضعف أدائها اللغوي.. وأنا واثق أنها لو دخلت فى مقابلة شخصية لاختبار قدراتها مع أى قناة كبيرة ستحصل على "زيرو" كبير.. ولو كان مذيع الإذاعة فى عصرها الذهبى الراحل الشهير صبرى سلامة على رأس تلك اللجنة لطلب منها بصريح العبارة أن تبحث عن "شغلانة تانية"! رزق الهبل على المجانين.. ست "مرزق" وجدت من يدللها بمئات الآلاف كأنه يمنحها رزمة أوراق من صحف مقروءة.. وصدقت هى حكاية أنها "مناضلة" فراحت تستضيف فى برنامجها الجديد بقناة التحرير البلطجية والخارجين عن القانون وتقدمهم باعتبارهم ثوارًا أو قادة الثورة. وما علينا، لا أحد يعترض ولا أحد يقف فى طريق رزقها، لكن من العيب أن تزعم أنه تم طردها من القناة بأوامر من جهات عليا بسبب ثوريتها ونضالها ضد الظلم والطغيان وحكم العسكر! ثم تخرج علينا جبهة الإبداع المصرى ببيان تضامنى يحذر من تأميم الاعلام الخاص والمستقل وتحويله إلى خدمة النظام الحاكم وتوجهاته. المناضلة دينا عبدالرحمن لا تناضل إلا من أجل استمرار راتبها الخرافى فى مواجهة إدارة جديدة تقول إنها تعجز عن الوفاء به فى ظل ندرة الإعلانات أو انعدامها، ومع ذلك تتخيل جبهة الابداع أنها ثائرة وتتعرض للتآمر من أجل إبعادها.. والحقيقة أنها لو كانت مثار اهتمام أحد لذهبت الإعلانات إلى برنامجها قائلة، "شبيكى دينا وبين إيديكى"! وتهيب الجبهة فى نهاية بيانها "بكل العاملين فى مجالات الإبداع عامةً ومجال الإعلام على وجه الخصوص أن يدافعوا عن حقهم فى ممارسة رسالتهم دون أية عوائق أو عراقيل وعن حقوق المواطنين فى أن يروا الحقائق دون تدليس أو تشويه". هل لابد أن تتقاضى دينا 275 ألف جنيه شهريًا حتى تُظهر الحقائق دون تدليس أو تشويه؟! قناة التحرير الفضائية أصدرت بيانًا يوضح عقدها الذى تتقاضى بموجبه 3300000 جنيه مصرى راتبًا سنويا، وقالت إن المالك الجديد الذى اشترى 91% من أسهمها فى 3 ديسمبر الماضى أراد إعادة هيكلة القناة بسبب خسائرها المادية، فاكتشف أن العقد مع "دينا عبد الرحمن" مبالغ فيه ولا يتناسب مع الإمكانيات المالية لإدارة القناة الجديدة فى ظل عدم وجود موارد أو دخل إعلانى لهذا البرنامج إطلاقاً. البيان منشور على كثير من المواقع الإلكترونية مرفقا بصور لعقدى دينا مع قناة التحرير وقناة دريم. [email protected]