مجلس ذوي الإعاقة: نطالب الأوقاف بتعميم التجربة في الجمهورية جابر طايع: نرحب بترجمة خطبة الجمعة.. وننتظر متطوعين عبد المهدي: الصحابة علموا "الصم والبكم" أمور دينهم والاقتداء واجب أبوسعدة: الترجمة حق لهم.. ولا بد من تعميمها بالمساجد الكبرى أبوحامد: لا بد من الاهتمام بهذه الفئة وتعلميها لحمايتها من استغلال الإرهاب
يعيش نحو مليون مواطن من الصم والبكم فى مصر بجزر منعزلة، وسط إهمال المجتمع والحكومة، حيث ترتفع نسبة الأمية والبطالة بينهم لتسجل 90 % بحسب الإحصاءات الحكومية، فيما يعزف هؤلاء الأشخاص عن حضور خطب الجمعة لمعرفة أمور دينهم، وإن كانت لديهم الرغبة الأصيلة لذلك، ولكن عدم توفير مترجم للغة الصم والبكم يحول دون ذلك. تجربة ترجمة خطبة الجمعة للغة الصم والبكم بالجامع الأزهر، قبل شهور، كان لها تأثير كبير في الشارع وخاصة لدى فئة "الصم والبكم"، والذين كانوا محرومين من خطبة الجمعة وتعاليم الدين على مدار مئات السنين. المجلس القومي لذوى الإعاقة، طالب وزارة الأوقاف بتعميم ترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة بالمساجد على مستوى الجمهورية للصم والبكم، حيث قالت الدكتورة هبة هجرس، الأمين العام للمجلس، إنها خاطبت وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لبحث تعميم التجربة والتي تم تطبيقها في بعض المساجد الكبرى، لتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم من التواصل مع المجتمع، واكتساب الثقافة الدينية الوسطية من مصادرها الشرعية. الدكتور عبد المهدي عبد القادر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، قال في تصريح خاص ل"المصريون": "إن الأشخاص الذين يعانون من الصم والبكم كان لهم وضعهم الخاص بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يعلمونهم أمور دينهم بلغة الإشارة الخفيفة ولم يعانوا أبدًا من التعليم". وأضاف عبد المهدي: "يجب أن تكون هناك خطبة مدروسة من الحكومة لرعاية الصم والبكم من كل المناحي وخاصة الأمور التعليمية الدينية بخطب الجمعة والدروس الفقهية ونحوها ولا مانع من توفير مترجم لهم لخطبة الجمعة في بعض المساجد بمناطق تجمعات للصم والبكم، ولكن بشرط ألا يكون ذلك عبئا على وزارة الأوقاف". حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قال ل"المصريون"، إن توفير مترجم لخطب الجمعة بكل مساجد الجمهورية هو حق أصيل لفئة الصم والبكم، للحصول على تعاليم الدين كما يتم ترجمة نشرات الأخبار والدروس لهم. وأضاف أبو سعدة: قمنا في المجلس القومي لحقوق الإنسان بطباعة تقاريرنا السنوية بطريقة "برايل" لتكون سهلة للمكفوفين الاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في مصر وينبغي على كل مؤسسة أن تنهج هذا الأسلوب في تعريف وخدمة ذوي الإعاقة. وأردف عضو القومي لحقوق الإنسان: "حتى لا تكون هناك تكلفة مادية عالية على وزارة الأوقاف يمكن توفير مترجمين اثنين لكل محافظة بالمساجد الكبرى لترجمة خطب الجمعة للصم والبكم لتعليمهم الصلاة والأمور الدينية من باب الاهتمام بهذه الفئات المحرومة". النائب محمد أبو حامد، عضو لجنة التضامن بمجلس النواب، قال ل"المصريون": "لا بد من الاهتمام بفئات ذوي الإعاقة من الصم والبكم، حيث إن هناك جماعات إرهابية استغلت هذه الفئات لتنفيذ عمليات إرهابية بسبب جهلهم وانتشار البطالة في صفوفهم". وأضاف أبو حامد: "المواثيق الدولية تكفل الاهتمام الحكومي لهذه الفئات ولا بد أن يتم تطبيق ذلك على أرض الواقع كما ينص الدستور المصري على ذلك ومن هذا لا بد من توفير مترجمين لخطب الجمعة ومدارس متخصصة لتعليمهم ومواصلات تناسب احتياجاتهم وفرص عمل وحياة كريمة لهم". ومن جهته، قال الدكتور جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف، في تصريح خاص ل"المصريون": "نرحب بهذه الدعوة وبالفعل وصلنا خطاب المجلس ولكنه ذكر أنهم مستعدون لتوفير مترجمين للعمل التطوعي داخل المساجد ونعلن موافقتنا على عملهم فورًا، ولكن لم نتلق أية كشوف بالأسماء الراغبين في ترجمة خطب الجمعة بالمساجد من المجلس حتى الآن". وأضاف طايع: "لدينا 120 ألف مسجد وتوفير مترجم لكل مسجد أمر صعب على الوزارة إذا كان العمل مقابل أجر، ولكن قد تتم دراسة مقترح توفير مترجم إشارة ببعض المساجد الكبرى بالمحافظات لتوجيه الرسالة الدينية للصم والبكم".