حمل محمد أبوسمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، جماعة "الإخوان المسلمين"، وقوات الأمن المسئولية عن الأرواح التي أزهقت خلال عملية فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة". وأضاف أبوسمرة - الذي قضي ما يقرب من عام في سجن "العقرب"، بتهمة قيادة وتأسيس "التحالف الوطني لدعم الشرعية" - أن "المسئولية تقع أولاً على الإخوان نتيجة رفضهم فض الاعتصام أو السماح للمعتصمين بالحصول على سلاح للدفاع عن أنفسهم أو مغادرة ميدان رابعة". وتابع في تصريحات إلى "المصريون: "الأمن يتحمل كذلك مسئولية كبيرة عن الدماء التي سالت خلال عملية الفض نتيجة الاستخدام المفرط للقوة والتوسع في ملاحقة المعتصمين وإحراق المستشفي الميداني وغيرها من الأمور التي كان يمكن تجنبها أو التقليل من خسائرها لو تم التعامل بأفق سياسي ومهني مع الأزمة". وكشف أبوسمرة عن وجود قنوات عديدة للوصول لتسوية سلمية لاعتصام رابعة بعيدًا عن مسار الشيخ محمد حسان، "لكن جماعة الإخوان رفضت هذا المسار وكانت قياداتها تتحدث بثقة خلال الاعتصام عن عدم قدرة الجيش علي فض الاعتصام بالقول بشكل ألجم الإسلاميين، إذ كانت الإخوان تملك من القوة والمعلومات ما يجعلنا نثق في وعودهم بحل الأزمة وهو ما تبخر في النهاية". وتابع أبوسمرة قائلاً: "لقد عرضت أجهزة سيادية تسوية بدت مقبولة لدي قطاع من الإسلاميين لعملية الإطاحة بمرسي، لكن الوعود الغربية التي قدمت للإخوان بحتمية عودة مرسي دفعتهم لاتخاذ مواقف متشددة". وأبدى القيادي الجهادي اعتراضه على مواقف "الإخوان" فيما يتعلق ب "عودة الرئيس محمد مرسي"، مخاطبًا إياها بالقول: إن "دماء المسلمين وإعراضهم واستقرار وطننا مصر أهم لدينا من شرعية مرسي الأسير العاجز عن مباشرة ولايته أو مصالح الجماعة الضيقة". واستنكر أبوسمرة رفض "الإخوان"، إجراء مراجعة لسياساتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشددًا على "أهمية محاسبة المخطئين داخل الجماعة ومن أودوا بالحركة الإسلامية كلها إلى النفق المظلم، لأنه لا يمكن أن تعيش أي جماعة أو حركة وهي ترفض أي مراجعة لمواقفه أو ترجئ الأمر لأجل غير مسمى". وعلق على حديث الإخوان عن تأجيل المراجعة إلى ما بعد حل الأزمة، واصفًا الأمر ب "الكارثي الذي يزيد من خسائر الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية"، قائلاً إن "الإخوان كانت ترفض أي مراجعة لمواقفها خلال حكم الرئيس محمد مرسي وتتهم الإسلاميين بالرغبة في عرقلة حكمه، وهو ما يتكرر حاليًا، في نهج مرفوض جملة وتفصيلاً، ويورد الجماعة والحركة الإسلامية المهالك". وكشف القيادي الجهادي عن صدور تعليمات لعدد من رموز التيار الإسلامي بعدم الحديث عن تداعيات فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، قائلاً إن من دفعه لمخالفة هذه التعليمات "هو توسع جماعة الإخوان في تخوين واتهام كل من يخالفها بالعمالة للأجهزة الأمنية، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، في ظل الحاجة للاعتراف بالأخطاء التي ارتكبها منها المراهنة على الوعود الأوروبية بعودة دون امتلاك أي رؤية في حال عدم تنفيذ هذا السيناريو". وخاطب أبوسمرة، "الإخوان"، قائلاً: "لستم أفضل حالاً من صحابة رسول الله الذين نزل فيهم القرآن بشكل فوري يدين عدم طاعتهم لتعليمات الرسول في غزوة أحد". وأكد أن "جماعة الإخوان يجب أن يتسع صدرها للانتقادات، خصوصًا أنها لا تمتلك حتى الآن رؤية للخروج من الأزمة، التي تمر بها البلاد إلا بالرهان على ما يلم بالبلاد من كوارث سياسية وأزمات اقتصادية، وهذا نهج يعظم الكارثة ويسير بالبلاد إلى السقوط وهو ما لا نرغبه من قريب أو بعيد". واتهم أبوسمرة، "الإخوان" ب "إرهاب وتخوين مخالفيهم من الإسلاميين"، فيما وصفه ب "الصفحة السوداء في تاريخ الحركة الإسلامية، فلم يسبق لكل من "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" اللذين وقفت "الإخوان" متفرجة على عصف نظام مبارك بهما وتصفيتهما بدم بارد أن يصدر عنهما مواقف ضد الجماعة". واستدرك: "بل وتضامنت مع النظام بإصدار بيانات تصف "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" بالمجرمين والخوارج وتنسق مع صفوت الشريف، وتدخل البرلمان، ومع هذا لم تصدر الجماعتان بيان إدانة واحد للإخوان، بل كان بعضهم يلتمس لها العذر".