خطابات القيادات.. كثير من التشجيع.. قليل من الشجاعة بديع الرأس المدبر يختفي بعد خطاب نصف الساعة «حجازى وعبد الماجد وعبد المقصود» .. يتمنون الشهادة فى أوائل صفوف الهاربين.. والبلتاجى يدفع الثمن "حريته وابنته" خبراء حركات إسلامية: المنصة تتحمل مسئولية الدماء.. وقيادات الإخوان كانوا يسعون لكسب التعاطف ب"الخطابات"
خطابات.. هتافات.. فعاليات.. شائعات.. وتهديدات.. فكم من تصريحات شهدت عليها منصة "رابعة العدوية" بعد اعتلاء قيادات جماعة الإخوان المسلمين للمنصة الشهيرة منذ ثلاث سنوات في مئات الآلاف من المعتصمين للدفاع عن شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي، فكان مع كل يوم يمر على هؤلاء المعتصمين يخرج قيادى من القيادات بتصريح وخطاب جديد، يضعه فى ميزان عالى يجعل من يعتصم يتخيل أن تلك القيادات ستكون فى الصفوف الأولى حال فض الاعتصام، وجاءت اللحظة الحاسمة قبل 3 سنوات من اليوم فض اعتصام رابعة العدوية وكشفت الحقائق وتصريحات تلك القياديات التي اتخذت من السواتر حماية، والمساجد مأوى، وكان الهروب هو سيد الموقف دون النظر لآلاف المعتصمين والمسئولية التى وضعوها على عاتق القياديات التى هربت ولم تفكر فيما قالوا وخاطبوا ومع مرور الثلاث سنوات هل يتحمل قيادات منصة رابعة مسئولية الدماء التى سالت من الشباب المدافع عن الشرعية.. أبرز خطابات قيادات «المنصة» - محمد بديع كانت البداية مع الرأس المدبر لجماعة الإخوان المسلمين "محمد بديع" المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذى ألقى خطبة استمرت لأكثر من نصف ساعة كاملة وكانت من أهم تصريحاته فى أول أسبوع من الاعتصام قال فيها: "إن الجهاد الآن من الإسلام، والحديث عن التخلى عن تلك الفريضة خيانة لله ورسوله، وإن النضال ليس من أجل شخص ولكن من أجل دين، مؤكدًا أن محمد مرسى سيعود للحكم. وأضاف: ثورتنا سلمية وستظل سلمية.. وبإذن الله سلميتنا أقوى من الرصاص أنا لن أفر ولم يُقبض عليّ، هذا كذب وافتراء وتضليل وتزوير ونحن لسنا فُرَّار، بل نحن ثوار، وكل الملايين ستبقى فى الميادين؛ حتى نحمل رئيسنا المنتخب الرئيس محمد مرسى على أعناقنا . - محمد البلتاجى "العنف فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها الرئيس محمد مرسى إلى منصته مرة أخرى".. هى كلمات تغنى بها محمد البلتاجى على منصة رابعة العدوية فعلى الرغم من دفع البلتاجى ثمن الدفاع عن مرسى باستشهاد ابنته "أسماء" والقبض عليه بعد فض الاعتصام بأسابيع قليلة إلا أنه لم يفكر للحظة لخطورة تلك التصريحات والخطابات التى خرجت من فمه خلال أيام الاعتصام ومدى تداعياتها وتأثيرها على الشباب المشارك من جماعة الإخوان. - عاصم عبد الماجد بعد فض اعتصام رابعة العدوية بأيام قليلة فر القيادى بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد من ميدان رابعة العدوية مستقلًا طيارته إلى قطر، بعد أن كان يتمنى الشهادة على منصة رابعة، دفاعًا عن محمد مرسي، وطلب من المعتصمين أن يؤمنوا على دعوته، مؤكدًا أن الموت فى سبيل "مرسي" هو جهاد، وأن الشرطة لن تستطيع فض الاعتصام. وطالب "عبد الماجد" المعتصمين، بالثبات فى الميدان، وأرسل رسالة للجيش والشرطة، قائلًا: "لن نريد أن ندخل فى مواجهات معكم، ولن نسمح بالانجراف إلى المستنقع الذى انجرف فيه عدد من الجيوش حول العالم". وقال "عبد الماجد"، كل أهل الصلاح وأهل الدين والحرية قد تجمعوا فى رابعة، وشن هجومًا على من خرجوا رفضًا لمرسى، قائلًا " "قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار" فى إشارة إلى ضرورة مواجهة الشعب المصرى الذى وصفه بالكفار. - صفوت حجازى قبل الهرب ومحاولة الفرار إلى ليبيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية ألقت قوات الشرطة القبض على "صفوت حجازى" وحصل على حكم بالسجن المشدد لمدة 20 عامًا بتهمة اختطاف رجلى شرطة وتعذيبهما أثناء الاعتصام. بعد أن كانت من أهم تصريحاته خلال الاعتصام أنه يتمنى الشهادة فى سبيل الدفاع عن الشرعية وقال حينها" إذا مات 40 أو 50 النهاردة، لسه فى 40 مليون جاهزين للاستشهاد" وفى عبارة شهيرة له أخرى فى حوار تليفزيونى قال: "اللى هيرش مرسى بالمية هنرشه بالدماء". - محمد عبد المقصود بتصريحات تدعو الشباب والمعتصمين للاستشهاد فى سبيل عودة مرسى فر " محمد عبد المقصود" القيادى الإخوانى هاربًا إلى قطر بعد فض الاعتصام خوفًا من القبض عليه. كانت من أبرز مقولاته خلال اعتلائه للمنصة "دماء الشهداء ستكون لعنة علينا"، قائلاً: "أقول لقائلها لعنة الدماء تحل على من سفكها وتسبب فيها، مضيفًا أن نصرة الدين والحق لن تتوقف على أحد وهدد "الداخلية" بعد دعوتها لفض الاعتصامات، قائلًا: "لو أرادت فض الاعتصام؛ تجرب وهتشوف". من يتحمل المسئولية؟ ومع مرور السنوات الثلاث من يتحمل المسئولية من تلك القيادات والدماء الخاصة بالشباب التى سالت بسبب التصريحات والأفكار، وقال خالد الزعفرانى خبير فى شئون الحركات الإسلامية إن القيادات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وقع على عاتقها جزء كبير من المسئولية السياسية والفكرية التى يتحملوها ضد الدماء التى سالت من الشباب الذين راحوا ضحية الدفاع عن محمد مرسي، مشيرًا إلى أن الخطابات والتصريحات التى خرجت من أفواههم كانت تحرض على استخدام العنف والسلاح والتعامل بشكل قوى مع أى من قيادات الجيش والشرطة حال فض الاعتصام. وأضاف الزعفرانى فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الحشد بهذه الطريقة من جماعة الإخوان بمختلف المحافظات النائية التى لا تعلم شيئًا عن القاهرة وضواحيها ويعانون من الأمية جعلت هناك مسئولية أكبر فى كيفية حمايتهم من الخطر، خاصة بعد وجود بوادر كثيرة أنبأت عن وجود صدام حقيقى مع المعتصمين والدولة بعد الكشف عن وجود عناصر مسلحة تابعة للجماعات التكفيرية والجهاديين داخل الاعتصام وتسيطر عليه أيضًا. وفى سياق متصل قال سامح عيد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية إن الجزء الأكبر من الدماء التى سالت من الشباب يتحملها قيادات منصة رابعة العدوية بعد التحريض والعنف المفرط فى الخطابات التى كانت تتوجه للشباب المشارك فى الاعتصام، مؤكدًا أن الدليل على تحملهم المسئولية هو أنهم ظلوا فى التحريض حتى الساعات الأولى من فجر يوم الفض قائلين إن الشرطة لن تستطع إطلاق النيران وإنها ستكون مجرد مناوشات. وأضاف عيد فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن قيادات الإخوان المسلمين هم أول من فروا هاربين قبل أيام قليلة من فض الاعتصام وهو ما أتضح بعد بداية خطاباتهم التى ظهرت فى تركياوقطر بعد أيام من فض رابعة والنهضة، مؤكدًا أنهم كانوا يصرون حتى اللحظة الأخيرة على تقديم أكبر عدد من الشهداء لكى يوضحوا ذلك إلى المجتمع الدولى والعالمى أن ما حدث مجزرة ومظلمة كبيرة فى تاريخ مصر. وأشار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية إلى أن ذلك حدث بالفعل من خلال تعامل الدولة القاسى بعض الشيء مع فض الاعتصام وعدم ضبط النفس واتخاذ التدابير الكافية، والسير على نهج الفض السلمى من خلال استخدام الجرافات والمياه دون إطلاق الرصاص، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يكون تعامل وزارة الداخلية بشكل قوى بعد سقوط أول شهيد من الضباط وهو ما جعلهم يفقدون السيطرة على أنفسهم، وهو ما جعل وتيرة العنف وزيادة أعداد القتلى والمصابين بين صفوف المعتصمين.