كان أحد المعتصمين فى اعتصام ميدان رابعة العدوية، ورفض استخدام العنف ودعا لمبادرة وطنية بين الدولة والتحالف، إلا أن الإخوان هاجموه ورفضوا ذلك. إنه محمد أبوسمرة الأمين العام للحزب الإسلامى، الذى قال إن الإخوان أفشلوا مفاوضات الجهاد والجماعة الإسلامية لإنهاء الأزمة قبل فض الاعتصام. وأضاف «أبوسمرة» فى حواره مع «الوطن» أن الإخوان كانوا على علم بفض الاعتصام قبلها ب10 ساعات، لكن ثقتهم ورهانهم على الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب أغراهم، فالوفود الأمريكية والأوروبية طالبت التحالف بالاستمرار فى اعتصام «رابعة» شريطة دعمهم. ■ حاولت إنهاء أزمة فض الاعتصام لكن الإخوان رفضوا؟ - الجهاد الإسلامى حاول التوسط والتفاوض لحل الأزمة برمتها مع إحدى الجهات السيادية، وجرت مناقشة هذا الأمر داخل التحالف برابعة العدوية وكان قبل الفض بنحو 15 يوماً، والجماعة الإسلامية قبلت التفاوض لكنها رشحت لحضور الجلسة التى سيعقدها مع تلك الجهة السيادية شخصاً من الصف الثانى، ما يعنى إهانة للجهة السيادية ورفضها للحوار بشكل غير مباشر. وبعدها هاجمنا بعض أعضاء التحالف التابعين لتنظيم الإخوان وقالوا إنه لا يوجد أى تفاوض إلا من خلال التحالف، وهذا الأمر تسبب فى عرقلة التوصل لحل بخلاف مبادرة الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، التى كان يجرى رفضها من قبل التحالف لأسباب كثيرة، منها اختلاف الرؤى فضلاً عن مبادرة أخرى تقدم بها تنظيم الجهاد لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب الإخوان. ■ وما السبب وراء رفض الإخوان للمبادرات؟ - السبب هو عدم وجود رؤية واضحة داخل التحالف وتنظيم الإخوان، عن كيفية الخروج من المأزق، فضلاً عن ثقة زائدة داخل التحالف التى اكتسبوها خلال المقابلات التى جرت مع كاترين أشتون وبعض وفود الاتحاد الأوروبى. وكانت تلك المقابلات والمشاورات تطمئن القيادات بأن العالم لن يقبل أى انتهاك لحقوق الإنسان، وهذا يظهر أن تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش لم يخرج إلا بعدها بعام كامل، ومن الواضح أن الأيادى الخارجية بدأت تظهر فى المشهد المصرى بشكل علنى، كما أن ظهور تقرير هيومان رايتس قبل يومين من الذكرى يصب الزيت على النار لأن شباب الإسلاميين يعتبرون أن تلك الذكرى بمثابة فرصة للثأر لأنفسهم وشهدائهم ونتوقع زيادة العنف داخل المشهد السياسى المصرى، خصوصاً مع كثرة انتشار الدماء. وعلى الرغم من مرور عام كامل فلم يوجه تحقيق واحد مع الضباط الذين فضوا الاعتصام رغم أن ما حدث قتل واضح، واستند البعض لكلمة عبدالفتاح السيسى الذى قال إنه لن يحاسب أحداً أطلق النار على المتظاهرين وهو كلام مسجل له. ■ ماذا عن أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة؟ - كان معلوماً لدى القيادات، فى ليلة الفض أنه خلال 10 ساعات سيبدأ فض الاعتصام وهناك وحدات بدأت فى التحرك، وسيحدث هجوم على الاعتصام، لكن القائمين على التحالف كانوا متخيلين أن الفض سيكون وفقاً للقانون ولن يتجاوز تدخل الأمن المركزى، وهذا ما جعل الاعتصام يصمد حتى صلاة العصر، لأن أعمال القتل كانت قنصاً، لكن بعد صلاة العصر كان هناك قتل علنى وحرق للمستشفى الميدانى. ■ وكيف تعاملت قيادات التحالف مع الأزمة؟ - كنا نرى أن العمل السياسى مكسب وخسارة ولا يمكن أن نلين أو نتعصب، ولم يكن هناك تسليح حقيقى للتحالف وإن كنا نسعى لحفظ الأرواح، فلماذا لم يجر إلغاء الاعتصام؟ إن ثقة قيادات التحالف ورهانهم على الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب الذين غرروا بالإخوان والإسلاميين هى السبب، فكل الوفود الأمريكية والأوروبية والأفريقية كانت تحث الإخوان والتحالف على المكوث برابعة والعالم كله سيقف وراءها، وسيدعمونهم فى مطالبهم لعودة مرسى. لكن ما حدث جعل كثيراً من الشباب يتحول إلى الحركات الجهادية، فالخطأ كان خطأ التحالف وكان عليهم الاقتداء بسيدنا خالد بن الوليد فى معركته ضد الروم حين انسحب، وأنقذ 3 آلاف جندى من الإبادة، كما أن هناك مسئولية أيضاً تقع على عاتق الشرطة. وأكرر أن العلاقة بين الأمريكان والإخوان كانت سبباً رئيسياً فى مشاكل الجهاد مع الجماعة، فالإخوان لا يعلنون صراحةً أن الولاياتالمتحدة هى العدو الأول للحركة الإسلامية، وهى من تسعى لإسقاط حكم الإسلام، فالجماعة تكابر عن الاعتراف بأخطائها فى إدارة المشهد السابق والحالى، والإخوان بفقهها وفكرها لا تصلح لقيادة أمة كاملة، وأذكر الجميع بأن الحركة الإسلامية أكبر من أية جماعة، وتحالف الإخوان لم يعد على مستوى الأحداث والتطورات المتلاحقة فى الشارع المصرى، ولم يعد ينسجم مع الحراك السياسى أو الثورى. ■ وكيف ترى استمرار انتهاج العنف فى التعامل؟ - الإخوان تسببوا فى اتجاه شباب الإسلاميين للعنف والصدام والموت وانتشار فكر الدولة الإسلامية بالعراق والشام التى يطلق عليها «داعش»، وسيبدأ الشباب فى الانتقام، فالفكرة الآن لدى الإخوان أنه لا يوجد سلمية مع ناس يستخدمون السلاح دون مبرر شرعى، وتظهر اتهامات «الخوارج والكفار والتكفيريين»، واستباحة دمهم وأتوقع انتشار العمليات الفردية لأن اللهجة الآن بما فيها بيان التحالف الأخير تدعو للصدام وهى لهجة جديدة والشباب يرونها متأخرة لعدم وجود وساطة بين الطرفين، فلا نرى أحداً يتدخل برؤية حقيقية، كما أن حديث الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بشأن وجود حل سياسى كلام فارغ. ■ وهل تحول الشباب الإسلامى للتكفير والقتل؟ - تحول شباب التيار الإسلامى إلى الفكر التكفيرى وهذا سبب تفكيرنا للخروج من تحالف الإخوان، فكثير من شباب الإخوان والإسلاميين بايعوا داعش بسبب الفشل الذريع لإدارة الإخوان. ونحن نرفض أن نكون «إمعة» لقيادات إخوانية مجهولة تدير المشهد السياسى، ولسنا أقل منهم فكراً ومواجهة للدولة، فشباب الإخوان كفروا بالسلمية ورفضوا إدارة المشهد من قبل التحالف، وصدق الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية حين صرح بأنه يتحدى أى شخص من الإخوان أن يخرج ليقول من يقود المشهد لدى الإسلاميين، فبقينا سنة فى الحكم ولم نحصل على مغنم ثم دخلنا معهم فى اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، وحاولنا إفشال فض الاعتصام بالقوة من خلال مفاوضات جادة مع جهات سيادية، لكن قيادات الإخوان أفشلتها. ■ وماذا عن المجلس الثورى الخاص بالإخوان؟ - الحزب الإسلامى الذراع السياسية للجهاد لن يشارك فى المجلس الثورى المصرى، الذى دعا إلى تشكيله عدد من أنصار جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فالمجلس الثورى لم ولن يمثل الإسلاميين فى مصر، بعد وضع هانى سوريال أحد رواد العلمانية والليبرالية رئيساً للمكتب السياسى للمجلس.