الفضل يعود لزوجي.. وأولادى فى الدراسات العليا مهنة شاقة لا يتحملها الرجال، وهى أعمال ورش الحديد والكريتال، ولكن قامت بشغلها سيدة من محافظة الإسماعيلية اشتهرت بمسميات عديدة أبرزها نادية حديد، والمرأة الحديدية، نسبة لعملها ونجاحها بمفرها فى السوق الحرفى بين أباطرة المحافظة فى المجال. فى البداية تقول الحاجة نادية بديوى، فى العقد السادس من عمرها، أنا ولدت فى منطقة الزيتون بالقاهرة، وأكملت دراستى حتى الحصول الثانوية العامة، ثم تزوجت من صاحب ورشة أعمال حديد وكريتال بشارع الثلاثينى بمدينة الإسماعيلية، أنجبت منه ولد "محمد" وبنتين "دلال وهاجر"، وفى لحظة من عمرها رحل زوجها عن الحياة، إثر سرقة سيارته وبها كل رأس ماله التجارى، ما أصابه ذلك بحسره وكسر نفسه وأصبح فى فترة قصيرة مريضا، ومنها فارق الحياة بدون إنذار لأسرته المكونة من أربعة أفراد. وأضافت: بدأت من الصفر فى العمل بالورشة لتربية أولادها الصغار، الذين تراوحت أعمارهم فى ذلك الوقت مابين 14 عاما لابنتها الكبرى "دلال"، يليها "محمد" 11 عاما، ثم "هاجر" 5 سنوات، ما جعلها تنزل للعمل وتخوض مغامرة النجاح فى مهنة صعبة لا تعرف عنها إلا أشياء قليلة من خلال زوجها بالمنزل. وأوضحت أن أول بدايتها للعمل بالورشة لم يكن عندها خلفية عملية إلا من خلال الرسومات البسيطة والمقايسات لقطع الحديد، وإنها فى ذلك التوقيت واجهت صعوبة بالغة فى إدارة أعمال الورشة، وأيضا العمال "الصنايعية" المتوجدين بالعمل، وهذا لكونها امرأة. وتابعت بعد سنتين من وفاة زوجى أصبحت أستحوذ على جزء كبير من السوق فى أعمال تشكيل الحديد والكريتال، مما جعلها تتفوق على الكثيرين من المنافسين المتواجدين بذلك التوقيت. وأكدت أن المرأة فى مصر لم تكن مقهورة على مر العصور بل هى ما تختار الأنسب لها على حسب رغباتها الشخصية، مستشهده فى ذلك حالتها قائلة: "أنا اخترت أنى أتعب وأشتغل وأكسب من عرقى أفضل من الزواج، ولا أعلم معاملة الزوج لأولادي وكيفية تربيتهم بمستوى تعليمى جيد بالإضافة إلى تعاملهم النفسى معه. وأشارت إلى أنها تفتخر أن زوجها هو مثلها الأعلى فى العمل، لذلك لم تغير لافتة الورشة لأى اسم آخر غير "بديوى"، وفاء له وتخليدا لاسمه وذكراه العطرة التى تحيط بكل جدران الورشة. وأوضحت أن من يمتلك الإرادة الحقيقية والإصرار والعزيمة يمكنه الوصول لهدفه "مستندة على ذلك، نجاح أولادها فى حياتهم، حتى حصلت ابنتها الكبرى دلال على درجة الماجستير وتم تعيبنها فى إحدى شركات الغاز بالمحافظة، وحصول ابنها محمد على بكالوريوس السياحة والفنادق، وتفوق ابنتها الصغيرة "هاجر" وحصولها على بكالوريوس التربية، وجميعهم تم زواجهم وعائلات نسبهم يفتخرون بالمرأة الحديدية التى لم تمد يدها لأحد.