... كان لأعرابى درع وسيف, يحتمى بالدرع, ويشهر السيف فى وجه الأعداء المتسللين لخيمته, وفى ليلة ظلماء, احتل اللصوص خيمته, وسرقوا السيف والدرع, ليستيقظ صاحبنا ودرعه موجهة إليه, وسيفه يشير عليه, وطال الزمن, وخرب اللصوص البيت, وكبوا الزيت وكادوا يعطلون البئر, وكلما هم الأعرابى بالمقاومة, تم تخويفه بدرعه وسيفه. وفى غفلة من اللصوص, هجم عليهم أبناء الأعرابى باليد المجردة, واستردوا السيف والدرع, وسلموا اللص للقاضى أحمد رفعت.. وقال الأب فلنبدأ بإصلاح البيت, والحمد لله أن أركانه قائمة, وأن النيل أو هذه البئر التى كادت تصير معطلة, لا تزال تفيض بالخير, كما أن الخير فى الأبناء, ودرعى عادت لى, و سيفى رجع يخيف الأعداء. هنا انتفض بعض الأبناء وقالوا: بل يجب أن نحطم الدرع, ونكسر السيف, فهما من بقايا لصوص النظام السابق, حزنت الدرع واستمرت تدافع فى صمت, ولمع السيف واستأنف إرهاب العدو, فوجدنا جهاز الأمن القومى يعلن ضبط جواسيس إيرانيين, وإسرائيليين, ويبلغ قمة الأداء فيمسك بأجانب بينهم أمريكيون, فيما أعلنت الدرع أنها جيش مصر وأنها على استعداد للموت فداء لكل الأبناء.. والقصة مستمرة لم ولن تنتهى بإذن الله. وأقول: بعد كل محاولات الهدم الفوضوية التى أعقبت الاستفتاء على التعديلات الدستورية, لم يتبق قائما من مؤسسات الدولة السيادية,غير المؤسسة العسكرية, وجهاز المخابرات العامة.. والطريق للفوضى مفروشة بالنوايا السيئة, وبعواطف قطاع من الهمج الرعاع.. ولو تم هز ولمز وغمز وضرب جهاز المخابرات وقبله الجيش فقل على مصر السلام, واتلو على روحها الفاتحة. كلامى السابق يأتى تعليقًا على الاتهام الخطير، الذى وجهه أحد كوادر الترويج للدكتور البرادعى – مرشحا أو منسحبا- لجهاز المخابرات العامة, بأنه وراء أحداث بور سعيد, وأنه وراء كل حوادث القتل والعنف التى شهدتها مصر منذ خطاب التخلى. كما أن أعداء مصر مختصرون فى تسعة عشر رجلا هم أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولله فى خلقه شئون, وأحيانا حينما يطلق مضطربون نفسيون - يغارون حتى من آبائهم - مثل تلك الاتهامات فإنهم يعروفون سلفًا أن حالة الفوضى التى نعيشها, ستمنحه حصانة وأن أحدًا من المؤسستين لن يتقدم – حتى- ببلاغ للنيابة العامة ضده. كلنا - وأنا شخصيا- انتقدنا أداء المجلس العسكرى, وقلت أتمنى أن أرى فعل(ضرب يضرب ضربًا) ولكن هذا لا يعنى أن نسكت على تلك الاتهامات التى تهدف لشىء واحد و وحيد وهو هدم ما تبقى من بلد يسمى مصرا, وهؤلاء المهيجون والمهاجمون للأمن القومى يعلمون جيدا أن تلك المؤسسة هى العين الباقية التى تراقب مؤامراتهم الفوضوية وأجنداتهم الأناركية, ولو نجحوا فى ضربها فسنصبح أمة من العميان. [email protected]