تسود حالة من التخبط داخل الحكومة المصرية، على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق تزامنًا مع زياد سعر الدولار، والذي صحبه استيراد ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي كميات من اللحوم لتلبية الاستهلاك المحلي من اللحوم. وكشف الدكتور لطفي شاور، الخبير البيطري عن تلاعب الحكومة في الأسعار، قائلاً إن "هناك عملية غش تتم حيث تستبدل اللحوم البلدية وتباع على أنها مستوردة"، محذرًا من أن "هذا التلاعب مقصود به تضليل المواطنين وخداعهم". وأضاف شاور ل "المصريون"، أن "مصر تستورد ثلثي استهلاكها من اللحوم من الخارج، وأسعار اللحوم البلدية في الداخل تتجاوز ال 100جنيه للكيلو، فيما تزعم وزارة الزراعة أنها تبيع الكيلو ب 58جنيهًا وهذا غير صحيح". من جانبه، قال الدكتور محمد الشافعي، رئيس شعبة اللحوم والدواجن بغرفة الصناعات، إن "أسعار اللحوم في منافذ البيع بوزارة الزراعة هي 58 جنيهًا لسعر الكيلو". وأوضح أن "مصر تستورد اللحوم المجمدة والحية، ولا يمكن أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من اللحوم الحمراء، وذلك لعدم وجود المساحات كافية من العلف الأخضر "البرسيم". وأضاف الشافعي ل "المصريون": "إذا حققت مصر الاكتفاء الذاتي من العلف الأخضر فهذا سيؤثر علي الإنتاج الزراعي من الخضروات والفواكه والأرز وسيضعف إنتاجنا من مخزون آخر مصر في أمس الحاجة إليه". من جانبه، قال الدكتور خالد توفيق، رئيس قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، إن سبب تضارب أسعار اللحوم نتيجة حلقات التداول الوسيطة حسب تحديدها واستغلالها طلب السوق لها. وأشار إلى "أنه عند المقارنة بسعرها في المزرعة وسعرها في السوق نجد أن هناك فارقًا كبيرًا في التداول", لافتًا إلى أن "هناك ارتباطًا بين المواسم الدينية وارتفاع الأسعار، وفصول السنة أيضًا تؤثر علي نشاط الإنتاج، لأن بعض أصحاب مزارع الدواجن يقومون بوقف نشاطهم في الشتاء بسبب عدم توفر الجو المناسب لتربيتها". وحذر توفيق من أن "هناك عشوائية في التربية في المناطق الريفية وعدم الوعي الكافي بالتربية فيحدث نفوق للحيوانات والأمراض التي تصيب الحيوانات تؤثر على الاكتفاء الذاتي منها وزيادة النفوق يقلل من المنتج". وذكر أن "هناك اكتفاءً ذاتيًا حوالي 90% من الدواجن و60% للحوم الحمراء و 78%من الألبان موضحا أن سبب انخفاض اللحوم الحمراء قلة الأعلاف ونادرتها وان مصر تعاني من ضعف الاكتفاء الذاتي منها وأن تكاليف المداخلات من التغذية يأخذ 75% من تكاليف أي مشروع حيواني". وأضاف أن من هذه الأعلاف "الذرة الصفراء" التي تستورد من الخارج وأسعارها تخضع إلي البورصة العالمية ومع انخفاض الجنية أمام الدولار فهذا يؤثر على سعر البيع الداخلي.