البخل مرض عندما، يتمكن من الزوج تصبح حياة الأسرة جحيمًا، يضعها على حافة والانهيار، وقد يتعرض أفرادها من الأبناء للانحراف وقد يطال هذا الانحراف الزوجة أيضًا، فالزوج البخيل يعيش فى عالم منفصل ويسيطر عليه مرضه فهو مصر على حرمان أقرب الناس إليه من خيره وأمواله, يدمر حياته العائلية ويعيش يكنز فى الأموال وأفراد أسرته يتضورون الحاجة. وأمام محكمة الأسرة بزنانيرى وقفت الزوجة تشكو زوجها البخيل قائلة: لم تجمعنى بزوجى صدفة ولا زواج تقليدى ولكنى بحثت عنه بنفسى عندما تعمدت أن التحق بأى عمل أو وظيفة بعد حصولى على دبلوم التجارة، بين مجتمعات الوسط الراقى مستغلة جمالى الذى يشهد به الجميع. وتمكنت فعلاً من العمل فى أحدى محلات الملابس الكبرى كبائعة، لكنى كنت أهتم كثيرًا بمظهرى، وسعيت لاستثمار جمالى فى انتشالى من الفقر بالبحث عن زيجة تعوض سنوات الحرمان التى قضيتها فى منزل عائلتى. وبدأت من خلال عملى أتفحص الزبائن من على بعد وبشكل غير مباشر وكان الغالبية العظمى من هؤلاء الزبائن من الأثرياء قاطنى المنطقة التى يقع بها المحل. وانتظرت الفرصة، ولم يطل انتظارى حتى فاجأنى هذا الشاب الوسيم الرقيق، الذى اعتاد شراء كل لوازمه من الملابس الخاصة به من هذا المحل الذى أعمل به طالبًا الزواج منى بعد أن باءت كل ومحاولاته باستقطابى دون زواج بالفشل الذريع ما زاد تمسكه بالارتباط بى، وكانت مفاجأة كبيرة جدًا بالنسبة لى، فأنا حقًا كنت أنتظر ثريًا يتزوجنى حتى لو كان مسنًا أولديه أسرة لكن أن يكون شابًا وعمره يقترب من عمرى يفرق بيننا سنوات قليلة فكانت فرصة العمر بالنسبة لى وأكثر مما كنت أحلم به، تقدم لأسرتى ودخل منزلنا المتواضع وهو على قناعة بأنه وقع على كنز هكذا قال هو لى مشيدًا بأخلاقى وتمسكى بالعادات والتقاليد وحفاظى على مبدأ أنه لا سبيل لعلاقة بين رجل وامرأة إلا الزواج. طرت فرحًا، وظننت أن رحلة شقائى انتهت بهذه الزيجة، وبهذا العريس اللقطة وظننت أنى فعلاً أسرته بجمالى وأخلاقى ولم أكن أعلم أنه تعمد الارتباط بى لكونى فتاة من أسرة متواضعة، لن ترهقه ماديًا وسوف تكتفى بالقليل الذى يقدمه لها، وقد تعاون أهلى معه فى كل مصاريف الزواج من تأسيس مسكن الزوجية والأثاث والمفروشات والفرح والجهاز وكل التكاليف خلاف ما كنت أتوقع، فأنا كنت أنتظر من هذا الشاب الغنى أن يرفع عنى وعن عائلتى عبء نفقات الزواج ولكنه خذلنى، ولم أقف كثيرًا عند هذا التصرف الذى أدهش الجميع وتم الزفاف سريعًا وانطلقنا إلى عش الزوجية وكلى أمل بأن أحيا حياة الأثرياء، لكنى للأسف صعقت من أول ليلة بعد زواجنا بتصرفات من زوجى التى توحى ببخل شديد وحرص على الأموال بشكل مبالغ فيه. سعيت لطرد الأفكار السوداء من خاطرى ورحت اختلق لزوجى الأعذار حتى لا أنغص على نفسى الفرحة بليلة العمر وأوهمت نفسى بأنه مجرد حرص لكنى اكتشفت بعد أيام قليلة من الزواج البئر المظلم الذى وقعت فيه، فزوجى مريض بالبخل وهو متمكن منه لدرجة كبيرة حيث باءت كل محاولاتى معه بالفشل، عشت معه فى معاناة بسبب هذا البخل ولم أبح حتى لأسرتى وتحملته من أجل طفلى الذى أراد الله أن يأتى إلى الدنيا بعد شهور قليلة من الزواج ما جعلنى أطرد فكرة الانفصال تمامًا من حياتي. ومرت سنوات وأصبحنا أسرة كبيرة، وأصبحت المعاناة أيضًا أكبر وتفاقمت الخلافات والمشكلات حتى ضقت ذرعًا وهاجمتنى الأمراض بسبب بخل هذا الزوج، الذى لم يرق قلبه يومًا ليشعرنى بهذه النعمة أو يسمح لى بالتمتع بهذه الأموال وأخيرًا شعرت بالراحة النفسية الكبيرة عندما قررت أن أتجه إلى محكمة الأسرة وأطلب الخلع وأهرب من هذا الزوج الثرى الذى أذاقنى مرارة الفقر.