قد تحتمل المرأة فقر زوجها أو مرضه، لكنها لا يمكن أن تتحمل الحياة مع زوج يقتر عليها رغم يسره، لأن البخيل بماله بخيل بمشاعره أيضا. بتلك الكلمات بدأت فيروز، المدرسة التى تقترب من عامها الأربعين، رواية مأساتها مع زوجها المحامى الذى قامت برفع دعوى للخلع منه نظرًا لبخله الشديد قائلة: «تربيت فى أسرة محافظة، وتعلمت منذ صغرى احترام العادات والتقاليد، كما حرص والدى على تعليمنا أنا وأشقائى جميعًا حتى تخرج كل منا فى الجامعة، وتزوج أشقائى الواحد تلو الآخر، ولم يتبق غيرى، وأصبح حلمى أن يرزقنى الله بزوج صالح يتقى الله فى، وأن نكون معا أسرة سعيدة يظللها الحب والوفاء». وأضافت فيروز قائلة: «بسبب تربيتى المحافظة لم أمر بأى تجربة عاطفية، فضلًا عن أننى كنت قليلة الاختلاط، لذلك رحب أهلى بأول طارق دق بابنا وهو زوجى الذى تزوجته فيما بعد والذى كان يعمل محاميًا، ورغم ترددى فى بداية الأمر إلا أننى وافقت عليه بعد أن جلست معه، حيث جذبنى بشخصيته، وبسرعة تمت خطبتنا وبعدها الزواج، حيث غمرنى زوجى بعطفه فى الشهور الأولى، إلا أن ذلك سرعان ما تغير إلى النقيض بعد مجىء طفلنا الأول، حيث بدأ زوجى يتخلى عن مسئولياته المادية نحوه، وتطور الأمر حتى بدأ يرفض المساهمة بأى شكل فى الإنفاق على الأسرة تاركا المسئولية لى بالكامل». واستطردت فيروز قائلة: «ولأننى لا أحب المشاكل وخوفًا من أن أحمل لقب المطلقة واصلت رحلة الحياة مع زوجى الذى ازداد بخله بشكل منفر، ووجدت نفسى أقوم بدور رجل البيت فى كل أمور الحياة خاصة المادية، ولم يكتف زوجى بذلك حيث بدأ يستولى على راتبى من عملى كمدرسة كل شهر، ويعطينى منه مبلغا ضئيلا للإنفاق على أسرتى التى تزايد عدد أفرادها بمرور الوقت، ورغم أننى حاولت مرارًا إصلاحه إلا أنه لم يرتدع لذلك طالبته بالطلاق ورفض، ومن ثم لم أجد حلا سوى رفع قضية خلع للنجاة بنفسى من جحيم الحياة مع زوج بخيل».