تتزامن أزمة نقص مياه الرى بالأراضى الزراعية الواقعة بجنوب محافظة بورسعيد مع موسم زراعة محصول "الأرز" بفصل الصيف وتبدأ زراعته من مايو حتى حصاده فهناك ما يقرب من43 ألف فدان مساحات منزرعة تابعة ل28 جمعية زراعية.. وما زاد الأمر أكثر تعقيدًا هو وجود مساحات تم ضمها بمنطقة شرق بورسعيد دخلت حيز الاستصلاح الزراعى بمنطقة سهل الطينة والتى أصبحت تشارك حصة زراعات جنوب المحافظة بمياه الرى والتى تكاد لا تكفيهم فى الأساس. وقال المهندس على عويضة -مدير إدارة التعاونيات لاستصلاح الأراضى الزرعية ببورسعيد "سابقا"، فى تصريحات خاصة، إن المساحات المنزرعة بالجمعيات الزراعية لا تعانى أى مشاكل فى مياه الرى خلال "فصل الشتاء" لأن محاصيل هذا الفصل لا تحتاج بطبيعتها إلى وفرة فى المياه لكن الأزمة تبدأ مع بداية موسم زراعة محصول "الأرز". وأضاف عويضة أنه من المعروف عن الأرز أنه محصول مائى تحتاج زراعته إلى غمرة بالمياه وله مقنن مائى لذا تقوم لجنة مشتركة من "وزارتى الرى والزراعة" بتحديد المساحات التى ستزرع بمحصول الأرز كل عام لكل محافظة لكن غالبية المزارعين لا يلتزموا بالمساحات التى تقننها جهة الاختصاص لهم وهنا تبدأ الأزمة ومعاناة المزارعين.. ولعلاج تلك الأزمة لابد من توجيه مسئول الرى بالمنطقة على الأراضى وتحرير محاضر وفرض غرامات على ممن يقوموا بزراعة الأرز بالمخالفة دون أن تحدد مساحته من قبل جهة الاختصاص. وفى جولة ل"المصريون" بأراضي جنوب بورسعيد الزراعية وجدنا حالة من السخط والغضب لبعض أصحاب الأراضى الذين أجمعوا أنهم بعدما أنفقوا آلاف الجنيهات فى تجهيز الأرض ونشر البذور لزراعة المحصول الحقلى الصيفى وجدوا "ترع الرى قد جفت من المياه"!! وقالوا: انتظرنا عدة أسابيع لوصول المياه لكن دون جدوى وناشدنا المهندس المسئول على محطة الرى عند ترعة السلام أكد لنا أن هناك مساحات أضافية قريبة من زمام المياه قاموا أصحابها بزراعة الأرز بالمخالفة هذا بجانب حصة من مياه الرى تذهب إلى منطقة شرق بورسعيد لرى ما يقرب من 12 ألف فدان. وأضافوا أن موسم زراعة محصول الصيف قد أضاع علينا الأموال التى أنفقناها فى تجهيز الأرض من عمالة وشراء بذور وأسمدة "كلها ضاعت هباء.. فمن يعوضنا تلك الخسارة؟". وأكد المهندس حلمى أبو العطا المستشار الزراعى لمحافظ بورسعيد أنه اتخذ قرارا بغلق سحارة المياه المتجهة إلى منطقة شرق بورسعيد لمدة يومين فى الأسبوع لصالح المساحات المنزرعة بمنطقة الجنوب وقد طلبنا من محطة الرى المركزية بدمياط زيادة حصة بورسعيد من مياه الرى لرفع المعاناة عن مزارعى الجنوب لمساعدته فى إنقاذ محصول الأرز بعدما تسبب نقص مياه الرى فى حرق بعض الأفدنة المنزرعة بمحصول الأرز. وأوضح أن لجنتى الزراعة والرى قد حددوا مساحة الأرض المزروعة لمحافظة بورسعيد حوالى 20 ألف فدان فقط ولم يلتزم به المزارعون. وأكد مصدر مسئول بوزارة الري والموارد المائية أن الوزارة تعمل على حل أزمة نقص مياه الري الحالية لكن السياسة الزراعية التى يتبعها الفلاحون تسير عكس خطتنا نحو ترشيد استهلاك المياه فقد خالفوا نسبة مساحات الأراضى المسموح مستوى المحافظات والتى لا تتخطى "مليونا و76 ألف فدانا" فقط لتصل إجمالى المساحات المنزرعة بمحصول الأرض حاليًا وعلى أرض الواقع نحو"1,2مليون فدان" لذلك سنوقع غرامات على المزارعين المخالفين. فيما أكد "عيد حواش" المتحدث الإعلامي لوزارة الزراعة أن الفلاحين هذا العام لم يراعوا هذا العام حالة نقص المياه منوهًا بأن قطاع الزراعة يستهلك نحو 85 % من الموارد المائية وقد حذرنا الفلاحين من عدم الانسياق وراء إغراء التجار لهم وتحريضهم على زراعة أراضيهم بمحصول الأرز مقابل شراء هذا المحصول بأسعار باهظة وأنهم فى الحقيقة يورطون المزارعين فى تحمل المخالفات التى تصل ل5 آلاف جنيه للفدان وجفاف زراعتهم بسبب نقص المياه.