وصف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، مصر بأنها "الحليف الأكثر أهمية لتل أبيب"، وذلك في رده على حضوره جلسة بالكنيست. جاء ذلك في رده على يوئيل حسون عضو الكنيست عن الاتفاق الذي توصلت إليه تل أبيب مع أنقرة مؤخرًا لإعادة العلاقات فيما بينهما، وتأثير ذلك على العلاقات مع مصر التي يجمعها بتركيا علاقات متوترة، خاصة أن الاتفاق يعتبر اعترافًا من إسرائيل بحركة حماس في قطاع غزة. وقال ليبرمان إن "نقطة البداية لإسرائيل في أي شيء لابد وأن تكون دائمًا مصر، إنها الحليف الأكثر أهمية والأكثر جدية في الشرق الأوسط ووسط الدول العربية"، وفقًا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. وأضاف: "أما فيما يتعلق بتأثير الاتفاق مع تر كيا على علاقتنا بالمصريين، أو علاقتنا باليونان وقبرص، فإنني أقول لكم إن هناك العديد من الاعتبارات التي نأخذها بالحسبان". وتطرق ليبرمان مجددًا للجدل الذي أثارته إذاعة الجيش الإسرائيلي؛ بعد بثها برنامج لشاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش وقصائد ضد الاحتلال، قائلا إن "الإذاعة يمكنها أن تنشر قصائد لدرويش لكن تحت شعار (اعرف عدوك)، ويمكن أن نضع درويش في قائمة الأعداء مثل جوبلز، وزير الإعلام النازي، مشيرًا إلى أن "ما فعلته الإذاعة هو أمر يدل على عدم الفهم وعلى انعدام النزاهة التاريخية". وتزامنت تصريحات ليبرمان عن مصر مع أخرى أدلى بها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونقلها موقع "واللاه" الإخباري العبري قال فيها إنه "يكمح لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل تقدم الاتصالات والعلاقات مع الدول العربية". وأضاف أن "إسرائيل معنية بالعمل في هذا الملف مع مصر، والتي عرضت أن تكون وسيطة بين الأطراف"؛ لافتا بقوله "إنني مهتم بتوسيع علاقات السلام بين إسرائيل ودول عربية أخرى؛ والتي لا توجد بينها وبيننا علاقات رسمية"، موضحًا أن "هدف الاتصالات هو دولة فلسطينية تعترف بالدولة اليهودية". وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد أشارت قبل أسابيع إلى ما أسمته "صمت مصر على عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب"، وقال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري، إن "القاهرة تمتنع رسميا عن الرد على عودة العلاقات بين كل من أنقرة وتل أبيب. وهو الأمر الذي جاء خلال اتفاق بين كل من الجانبين مؤخرًا وتتضمن دفع إسرائيل تعويضات مالية لتركيا عن الهجوم على سفينة "مرمرة" التي قتل فيها 10 من مواطني الأخيرة، علاوة على تبادل السفراء وإقامة محطة كهرباء وأخرى لتحلية المياه في غزة". لكن الموقع أضاف "رغم أن القاهرة صامتة حيال الاتفاق، إلا أنها توصلت إلى تفاهمات مع تل أبيب من أجل تطبيق بنوده"، مضيفة أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة منذ صعوده للحكم، ولا يرغب أن يكون للرئيس التركي أردوغان أي موطأ قدم، أي كان نوع، في غزة، أو أن يظهر الأخير كمنقذ للفلسطينيين في القطاع". ونقل عن مصادر مصرية -لم تسمها- قولها "تل أبيب أخطرت القاهرة بانتظام، بتطورات المفاوضات بينها وبين أنقرة، وذلك للحفاظ على أجواء جيدة مع مصر وألا يؤدي الأمر لإغضاب الأخيرة التي يوجد بينها وبين إسرائيل تعاون أمني ممتاز في الحرب ضد الإرهاب". وختم قائلاً: "التوتر التركي المصري مستمر، ولا يزال من غير الواضح كيف سينتهي الأمر وكيف سينعكس في قطاع غزة؟، ورغم أن القاهرة تظهر بادرة حسن نية تجاه حركة حماس بفتحها لمعبر رفح الحدودي، إلا أن المصريين يدركون جيدا العلاقة الوطيدة بين الأخيرة وبين أنقرة"، مضيفة أن "الأجواء الطيبة الأخيرة بين القاهرة وحماس قصيرة الأجل ومؤقتة، والاختبار الحقيقي سيكون بعد عيد الفطر وانتهاء شهر رمضان".