أكدت صحيفة واشنطن بوست، أن هناك تحولًا مثيرًا للقلق في علاقات الولاياتالمتحدة بمصر وتركيا، الحليفين المهمين لها، رغم استمرار استضافة تركيا القوات الأمريكية على أرضها، ولا تزال مصر واحدة من أكبر مستقبلي المعونة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، لكن كل هذا بقايا من علاقات ماضية. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تغييرًا في الأنظمة السياسية لمصر وتركيا وعلاقاتهما بالولاياتالمتحدة، فقد أصبح أردوغان وعبد الفتاح السيسي متشككين في آرائهما في الولاياتالمتحدة، فهما لا يؤمنان فقط بنظرية المؤامرة المعادية لأمريكا، بل يتحدثون عنها بشكل علني، ويقاضيان منظمات المجتمع المدني والسياسيين والصحفيين، الذين يظنون أنهم يحصلون على دعم من الولاياتالمتحدة، أو لديهم اتصالات مع جهات أمريكية. وأضافت أن السيسي يتهم الولاياتالمتحدة، بأن هدفها تدمير مصر، فيما يسميه "حرب الجيل الرابع"، وأردوغان يتهم إدارة أوباما بإيواء الرجل الذي يتهمه بتدبير الانقلاب عليه. وأكدت الصحيفة أن هذا لم يكن خطأ أوباما، فقد تأثرت تركيا ومصر بفشل الربيع العربي، وأن محاولة أوباما في "السعي لبداية جديدة للولايات المتحدة والمسلمين"، كما أسماها في خطابه الذي ألقاه عام 2009، أدت إلى نتائج عكسية في هاتين الدولتين الإستراتيجيتين. وسيغادر الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين هذا المنصب تاركًا كل هذا، ليجد الرئيس القادم أن دعائم الشراكة الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي يعود تاريخها لأكثر من 40 عامًا، تم استبدالها بحركة عالمية ناشئة، غير حرة ومعادية لأمريكا.