قال زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، إريك تراجر، إنه على ضوء الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، فإن الولاياتالمتحدة قد تعلمت الدرس من 30 يونيو في مصر، وفي مقال تحليلي له في صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، قارن تراجر بين تباين ردود فعل الولاياتالمتحدة نحو محاولات تغيير السلطة في البلدين، والنتائج التي ترتبت عليها والذي أرجعه إلى تباين قدرات الولاياتالمتحدة على إملاء رؤيتها على كل من القاهرةوأنقرة. وقال تراجر إنه على الرغم من قلق الولايات المتزايد نحو حملات القمع الواسعة داخل تركيا بعد فشل الانقلاب، فإن واشنطن لا تملك أدوات الضغط على أنقرة، كما فعلت مع مصر بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي والإخوان المسلمين، وأن قدرة الولاياتالمتحدة للتحكم بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحلية محدودة جدا. وبحسب تراجر، فإن عقل أردوغان، المليء بنظريات المؤامرة من قبل محاولة الانقلاب، يعتقد أنه في موقف «إما قاتل أو مقتول»، موضحا أن تركيا لا تتلقى معونة عسكرية واقتصادية سنوية مثل مصر، بجانب حساسية تركيا بالنسبة للحرب ضد تنظيم «داعش» في سوريا، كما تستضيف 2.7 مليون لاجئ سوري، مما يجعل الولاياتالمتحدة حريصة ألا تبعد أنقرة عنها، خصوصًا ببيانات لن تؤثر على مسارها بأي حال. وأشار تراجر إلى تجربة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مصر، والتي تؤكد أن حتى الدعوات الواهنة للتمسك بمبادئ حقوق الإنسان قد يتم تفسيرها على أنها وصاية خارجية، مستشهدا برد فعل مصر الغاضب على دعوات أوباما المتكررة بعد الإطاحة بمرسي بعدم استبعاد الإخوان من المشهد السياسي، واحتواء جميع الفصائل. وقال تراجر إن هذه الدعوات فسرتها القاهرة على أنها دعم للإخوان، الذين أقسموا على الانتقام لعزل مرسي، مما أضعف العلاقات الثنائية بين البلدين، حتى بعد استئناف المعونة العسكرية الأمريكية في 2015، بعد تعليقها جزئيًا في 2013، حيث مازالت الحكومة المصرية «لا تثق» في إدارة أوباما.