رجح الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية يوني بن مناحيم, أن تشهد تركيا محاولة انقلابية مرة أخرى, ولكنها ستكون أكثر نجاحا مما حدث في 15 يوليو, حسب تعبيره. وأضاف بن مناحيم في مقال له بموقع "المعهد الأورشليمي" الإسرائيلي في 21 يوليو, أن الانقلابيين في تركيا سيستخلصون الدروس والعبر من المحاولة الفاشلة التي قاموا بها في 15 يوليو, وسيسعون في المرة القادمة للقيام بانقلاب أكثر نجاحًا. وتابع: "صحيح أن أردوغان خرج منتصرًا من محاولة الانقلاب الفاشلة، إلا أن هذه المحاولة كشفت العداء الشديد له في أوساط الجيش، بجانب مشاكله مع الأقلية الكردية، وعلى الحدود مع سوريا والعراق، فضلا عن تهديد تنظيم الدولة". واستطرد بن مناحيم, قائلا :" كل هذه المشاكل لن تحقق الاستقرار لحكم أردوغان, خاصة أنه ظهرت مواجهة جديدة بينه وبين أوروبا, التي تطالبه بالمحافظة على سلطة القانون ومبادئ الديمقراطية, بعد إجراءات التطهير الواسعة التي قام بها في الجيش والقضاء ومؤسسات أخرى بالدولة التركية". وخلص الخبير الإسرائيلي إلى ترجيح أن الظروف مهيأة لوقوع محاولة انقلابية جديدة في تركيا. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية, كشفت أيضا أن هناك صدمة كبيرة في إسرائيل, جراء فشل المحاولة الانقلابية في تركيا, والتي كانت تعول عليها كثيرا للتخلص من الصداع الذي يشكله لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقالت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها في 21 يوليو, إن الإسرائيليين قاموا بأداء الصلوات من أجل أن ينجح الانقلابيون الأتراك في الإطاحة بأردوغان, إلا أن صلواتهم ذهبت سدى. وتابعت " ما فعله الإسرائيليون لم ينجح, وبقى أردوغان في السلطة, بل إنه اكتسب أيضا قوة إضافية من شأنها أن تزعج تل أبيب بشدة, خاصة في ظل دعمه لحركة حماس وقطاع غزة". واستطردت الصحيفة " أردوغان سعى أيضا لتعميق نفوذه داخل المؤسسة العسكرية بعد فشل المحاولة الانقلابية، ولم يعد بإمكان الجيش التركي فرض كلمته كما كان يحدث في السابق". وخلصت "معاريف" إلى القول :" بعد فشل المحاولة الانقلابية, أصبح الجيش التركي في حاجة للحماية أمام إجراءات أردوغان",. وكان الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية البروفيسور يارون فريدمان, قال أيضا إن هناك سببا رئيسا أفشل المحاولة الانقلابية في تركيا, وهو أنها وقعت بينما كان اقتصاد البلاد يتمتع بحالة من الاستقرار ساعدت على ثبات ورسوخ حكم الرئيس رجب طيب أردوغان. وأضاف فريدمان في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 19 يوليو, أن أردوغان فتح الطريق أمام تركيا لتصبح صاحبة إنجازات اقتصادية غير مسبوقة، مستندا إلى أيد عاملة قوية ونشاط سياحي وموارد نفطية، بالإضافة إلى موقع تركيا الاستراتيجي بين آسيا وأوروبا. وتابع " هذه الإنجازات منحت أردوغان شعبية كبيرة جدا, ولذا فإنه رغم سيطرة الانقلابيين على التليفزيون الحكومي، إلا أن الرئيس التركي نجح بإخراج الجماهير للشوارع عبر دعوات وجهها من خلال الإنترنت، وأثبت أن شعبيته تتسع في البلاد". وأشار فريدمان إلى أن نجاح الانقلاب العسكري العلماني في تركيا، كان كفيلا بإعادة الأمور في البلاد إلى ما قبل عام 2003، قبل صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، وما يعنيه ذلك من عودة العلاقات الوثيقة بين تركيا وإسرائيل, إلا أن هذا لم يحدث بسبب إنجازات أردوغان. وكانت مجموعة من عناصر الجيش التركي اقتحمت مساء الجمعة 15 يوليو التليفزيون الرسمي التركي (تي.آر.تي) وأجبروا مذيعة تليفزيونية على قراءة بيان أعلنوا فيه باسم قيادة أركان الجيش استلام السلطة عبر "مجلس سلام" وفرض الأحكام العرفية وحظر التجوال. وبعد ساعات من ذلك، تدخلت قوات خاصة تركية واعتقلت العسكريين ليستأنف التليفزيون الرسمي بث برامجه. وقصف الانقلابيون مقر الاستخبارات بأنقرة, كما حاولوا الوصول للقصر الجمهوري, لكن تم صدهم من القوات الأمنية, التي كان لها دور رئيس في إفشال المحاولة الانقلابية, حسب مراقبين.