قال المحلل السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت, إن السبب الرئيس لفشل المحاولة الانقلابية في تركيا, هو تجاهل الثورة العالمية الجديدة في وسائل الإعلام. وأضاف بن كاسبيت في مقال له بصحيفة "معاريف", أن الجنرالات الأتراك الذين خططوا للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان اعتقدوا أن الطريقة القديمة في الانقلابات, يمكن أن تنجح أيضا في الوقت الحالي. وتابع " هذا خطأ كبير, لأن الزمن قد تغير بفضل الثورة العالمية الجديدة في وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي التي حولت كل متظاهر إلى محطة بث". واستطرد بن كاسبيت, قائلا :" كل من يتحكم بالتقنيات الحديثة في وسائل الإعلام, أصبح قادرا على السيطرة على العالم, وهذا ما لم يدركه مخططو الانقلاب في تركيا". وكانت "معاريف" قالت أيضا في وقت سابق, إن هناك سببا آخر أفشل المحاولة الانقلابية في تركيا, بجانب الحشود الهائلة من الجماهير التي استجابت على الفور للدعوة التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان للخروج إلى الشوارع. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 يوليو, أن عدد الجنود الميدانيين التابعين للانقلابيين كان منخفضا جدا، بحيث لم يتمكنوا من فرض السيطرة الميدانية على شوارع الدولة المركزية، ولم يحولوا دون اندفاع الجماهير التركية لاعتراض الدبابات العسكرية. وتابعت " الانقلابات الأربعة التي شهدتها تركيا منذ عام 1960، كان يشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود، فضلا عن مشاركة عامة من كل أوساط الجيش". وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لن تتأثر على الأرجح بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا, التي جاءت في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية, قالت أيضا إن هناك أمرا لم يضعه مخططو المحاولة الانقلابية في تركيا في الحسبان, وتسبب في فشلهم, ألا وهو الحشود الهائلة من الجماهير, التي خرجت إلى الشوارع. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 16 يوليو, أن المشاركين في المحاولة الانقلابية في تركيا وجدوا أنفسهم فجأة أمام حشود كبيرة للغاية عرقلت تحركاتهم, وعجزوا أمامها عن إطلاق النار بكثافة, تجنبا لمذبحة كبيرة لن يستطيعوا تحمل عواقبها سواء داخليا أو خارجيا. وتابعت " المفاجأة التي لم تكن في حسبان الانقلابيين هو الاستجابة الفورية للجماهير التركية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان للنزول إلى الشوارع, وهو التطور الأهم على الإطلاق في الأحداث التي شهدتها تركيا في 15 يوليو". واستطردت الصحيفة " في اللحظة التي وجد فيها الانقلابيون هذه الحشود الكبيرة من الجماهير, فشل الانقلاب, وتحولت الأمور لصالح أردوغان".