قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية, إن هناك عدة أسباب أفشلت المحاولة الانقلابية التي وقعت في تركيا في 15 يوليو, أبرزها أن الضباط المشاركين فيها لم ينجحوا في اعتقال الرئيس رجب طيب أردوغان, الذي كان في مكان آمن. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 يوليو, أن اعتقال أردوغان كان يجب أن يكون الخطوة الأولى التي يقوم بها الانقلابيون, قبل قيامه بالظهور الإعلامي ودعوة الأتراك للنزول للشوارع. وتابعت "مخططو الانقلاب لم ينجحوا في اعتقال أردوغان، رغم أن ذلك كان الأمر الأول الذي يجب عليهم أن يقوموا به منذ البداية, هذا خطأ فادح". واستطردت: "بعد ظهور أردوغان الإعلامي, اندفعت الجماهير التركية إلى الشوارع واعترضت الدبابات العسكرية, ما أفشل الانقلاب". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك سببا آخر أفشل المحاولة الانقلابية, وهو أنها وقعت في ظل توسع نفوذ أردوغان, ونجاحه في إحداث تغييرات جوهرية في الدولة التركية مكنته من الإمساك بمفاصل البلاد. وكانت السلطات التركية أكدت السبت الموافق 16 يوليو السيطرة على الأوضاع في البلاد بعد فشل محاولة انقلابية من مجموعات داخل الجيش، وأعلنت عن اعتقال المئات من العسكريين الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية. ونقلت "الجزيرة" عن وزير العدل التركي بكير بوزداغ قوله إن السلطات اعتقلت 754 من العسكريين في شتى أنحاء البلاد شاركوا بمحاولة الانقلاب، من بينهم رئيس أركان الجيش الثالث اللواء جاغلر في أرزنجان شرقي البلاد، وقائد أركان جيش منطقة إيجه الجنرال ممدوح حق بيلان في أزمير. وأضاف بوزداغ "الانقلابيون هاجموا مقر رئاسة المخابرات والبرلمان والقناة الرسمية التركية لكن الشعب وقوات الأمن استطاعوا دحرهم". كما نقلت "رويترز" عن مسئول تركي قوله إنه تم إعفاء 29 ضابطا برتبة عقيد وخمسة برتبة جنرال (فريق أول) من مناصبهم في وزارة الداخلية بعد محاولة الانقلاب. ورغم الإعلان عن فشل المحاولة الانقلابية, دعت الرئاسة التركية في حسابها على موقع "تويتر" الأتراك إلى البقاء في الشوارع والميادين حتى مساء السبت تحسبا لظهور بوادر انقلابية جديدة. وقالت الرئاسة التركية إنه قد تقع محاولة تمرد أخرى في تركيا في أي وقت, مضيفة أن من الضروري مواصلة السيطرة على الموقف في الشارع. وأعلنت السلطات التركية أن خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الشوارع ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية, حيث حاصروا العسكريين الانقلابيين في مواقع من بينها محيط مطار إسطنبول وساحة تقسيم بالمدينة, رغم تعرضهم أحيانا لإطلاق النار من الجنود المتمردين. وحسب وسائل إعلام تركية, بلغت حصيلة ضحايا المحاولة الانقلابية تسعين قتيلا و1154 جريحا. وكانت مجموعة من عناصر الجيش التركي اقتحمت مساء الجمعة 15 يوليو التليفزيون الرسمي التركي (تي.آر.تي) وأجبروا مذيعة تليفزيونية على قراءة بيان أعلنوا فيه باسم قيادة أركان الجيش استلام السلطة عبر "مجلس سلام" وفرض الأحكام العرفية وحظر التجوال. وبعد ساعات من ذلك، تدخلت قوات خاصة تركية واعتقلت العسكريين ليستأنف التليفزيون الرسمي بث برامجه. وقصف الانقلابيون مقر الاستخبارات بأنقرة, كما حاولوا الوصول للقصر الجمهوري, لكن تم صدهم من القوات الأمنية, التي كان لها دور رئيس في إفشال المحاولة الانقلابية, حسب مراقبين. وقالت وسائل إعلام تركية إن المحاولة الانقلابية بدأت تترنح مع خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الساحات العامة بمختلف المدن, واضطر كثير من العسكريين الانقلابيين إلى الاستسلام تحت الضغط الشعبي, حيث أظهرت وسائل إعلام متظاهرين يعتلون دبابات الانقلابيين أو يمنعون الآليات من التحرك, كما أظهرت صور استسلام عشرات الجنود فوق جسر البوسفور في إسطنبول.