عادت المنيا إلى ما كانت عليه في الماضى في تسعينيات القرن الماضى، إلى تصدرها المركز الأول في تصدير الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط لتعود بقوة من جديد، وكأنه ثأر بين طرفي المجتمع المصري، إما بسبب كنيسة أو علاقة بين مسيحي ومسلمة، أو علاقات الجيرة ولعب الأطفال أو تحويل منزل إلى كنيسة. ووصل عدد أحداث الطائفية بالمحافظة المنيا خلال 70 يومًا بالتحديد إلى 6 حوادث خلّفت جرحى وقتلى ومشاجرات، في الوقت الذي أدانت فيه مراكز حقوقية فشل الأجهزة التنفيذية في معالجة الأزمة بشكل علمي وموضوعي، وليس كما يقولون "فض مجالس". كانت الواقعة الأولى التي أشعلت فتيل الفتنة الطائفية بالمنيا، قيام مجهولين بحرق خيمة تقام فيها الشعائر الدينية بقرية الإسماعيلية بمركز المنيا كانت مخصصة للأقباط، وتم القبض على 2 من المتهمين بأحداث الحريق، وفى النهاية تم إخلاء سبيل المتهمين لعدم كفاية الأدلة، بعد أن تبين أن الحريق كان بفعل ماسي كهربائي، وذلك في 19 من شهر مايو الماضي. ولم تمر سوى أيام قليلة وتندلع فتنة أكبر أثارت غضب الرأي العام القبطي والمصري بقرية الكرم بمركز أبو قرقاص في 22 من شهر مايو الماضى، عقب إشاعة علاقة بين سيدة مسلمة مع شاب مسيحي أدت إلى اندلاع اشتباكات بين المسلمين والأقباط، خلفت حرق 7 منازل ومحلات تجارية مملوكة لأحد أطراف المشكلة، إلى جانب إشاعة قيام مسلمين بتعرية والدة الشاب المسيحي المتهم بإقامة علاقة غير شرعية. المشكلة مستمرة حتى الآن، إلى أن تم القبض على 23 متهمًا في تلك الأحداث، وما زال الموقف مشتعلاً. فيما كانت الواقعة الثالثة بقرية كوم اللوفي بمركز سمالوط، والتي أدت إلى اشتعال 4 منازل لأقباط على خلفية إشاعة تحويل منزل قبطي إلى كنيسة. وجاءت الواقعة الرابعة بقرية طهنا الجيل شرق النيل بمركز المنيا، وقامت الدنيا ولم تقعد بعد اشتباكات ومشاجرات بين مسلمين وأقباط أسفرت عن قتيل قبطي وإصابة 3 آخرين أمام منزل كاهن الكنيسة متاوس حنا نجيب، بسبب أولوية المرور ولعب الأطفال وخلافات الجيرة، أدت إلى احتقان طائفي بين أبناء القرية. ورغم النداءات من بعض أعضاء البرلمان بتشكيل لجان لتقصى الحقائق لزيارة القرية ولجنة الحريات من نقابة المحامين، وغيرها من اللجان التي تطالب بفتح التحقيق فى تلك الواقعة، إلا أن هناك مطالبات بإقالة محافظ المنيا وفشل بعض الأجهزة الأمنية والتنفيذية في حل المشكلة من جذورها، ومعالجتها للأزمات على أنها واقعة جنائية من الدرجة الأولى وليست واقعة طائفية. وكانت الواقعة الخامسة التي حدثت منذ عدة أيام فكانت بقرية أدمو بمركز المنيا بعد أن اندلعت مشاجرات بين مسلمين وأقباط؛ بسبب قيام مجموعة من شباب القرية المسلم بمعاكسة فتيات مسيحيات أثناء غسلهن للأواني المنزلية ببحر يوسف أمام قرية أدمو، أدى إلى إصابة 9 من طرفي المشاجرة والقبض على 9 آخرين. بينما كانت الواقعة السادسة في يوم الجمعة الماضية، السادسة بقرية أبو يعقوب بمركز المنيا على خلفية إشاعة تحويل منزل قبطي إلى كنيسة رغم نفى الكنيسة في بيان رسمي لعدم نيتها في بناء كنيسة لقلة أعداد الأقباط بالقرية، إلا أن الفتنة اشتعلت بالقرية وأدت إلى احتراق 3 منازل لأقباط والقبض على 13 متهمًا، تم حبسهم لتورطهم فى اشتعال الفتنة بالقرية حتى الآن. من ناحيتهم، طالب أعضاء مجلس النواب بعدم الاعتماد على بيت العائلة المصرية باعتباره مجلسًا استشاريًا فقط، لا يمكنه التدخل بشكل قوى سوى الجلوس مع طرفي المشكلة دون إيجاد حل شامل وجذري. ورغم نفى أعداد كبيرة من الأهالي بأن مسلمي القرية وأقباطها أهل وبلد واحدة، إلا أن هناك أيادي خفية، لم تعلن حتى الآن عن اندلاع الفتنة الطائفية بمحافظة المنيا.