شيع أهالى قرى الحوارتة والبدرمان ونزلة عبيد بمحافظة المنيا، أمس، جثامين ضحايا الفتنة الطائفية، الأربعة، التى وقعت أحداثها أمس الأول، فى منطقتين متفرقتين بالمحافظة، وقال شهود عيان بقرية البدرمان، التابعة لمركز ديرمواس، إن المصادمات تجددت بين المسلمين والأقباط أمس، وذكر أحد الأهالى أن عدداً من المسلمين أقاموا حواجز بشرية لحماية كنيسة القرية ومنازل الأقباط بعد خروج تظاهرة من عشرات الشباب المسلمين الغاضبين، وأضاف أن بعض المشاركين بالمسيرة قاموا بقرع منازل الأقباط وألقوا كرات لهب على منزل مواطن قبطى يدعى بشرى أقلاديوس إلا أن الجيران من المسلمين والمسيحيين سيطروا على النيران وأنقذوا المنزل قبل أن تلتهمه النيران. وكانت مشاهد الفتنة الطائفية قد عادت إلى شوارع محافظة المنيا، وشهدت المحافظة يوما داميا، مساء أمس الأول، بعد وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية بين المسلمين والمسيحيين فى منطقتين متفرقتين فى توقيت واحد، الواقعة الأولى كانت بقريتى نزلة عبيد والحوارتة التابعتين لمركز المنيا بسبب نزاع على قطعة أرض، انتهى بوقوع اشتباكات عنيفة بين مسلمين وأقباط، أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة 16 من الطرفين، والثانية بقرية البدرمان التابعة لمركز ديرمواس جنوب المحافظة، التى اندلعت فيها اشتباكات دامية بسبب علاقة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة أسفرت عن وقوع قتيل وإصابة 10 من الطرفين، ً وأكد مسئول أمنى أنه تم التحفظ على 35 متهماً وأخطرت النيابة للتحقيق. كان اللواء أسامة متولى، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة ديرمواس، يفيد تلقيه بلاغاً بوقوع مشاجرة بين المسلمين والأقباط بقرية البدرمان أسفرت عن مقتل حمادة صابر عبدالله (39 سنة)، وإصابة كل من فوزى فايق (30 سنة)، وعمر محمد (25 سنة)، وهانى صابر (30 سنة)، ونصار عبدالجواد (31 سنة)، وإبراهيم شحاتة (22 سنة)، وناصر عبدالبديع (40 سنة)، فيما أصيب 5 آخرون بإصابات سطحية، كما تم إضرام النيران بمنزلين ملك مسيحيين بالقرية. وكشفت تحريات البحث الجنائى، التى أشرف عليها العميد هشام نصر مدير المباحث الجنائية بالمديرية، أن سبب المشاجرة اكتشاف أسرة مسلمة وجود علاقة عاطفية بين ابنتهم وشاب مسيحى يدعى «مينا. ل. ج»، قام بتحريضها على الهرب معه للقاهرة، مكان إقامته. كما تلقى مدير أمن المنيا إخطاراً آخر من العميد حاتم حمدى، مأمور قسم شرطة مركز المنيا، يفيد بوقوع مشاجرة بناحية شرق النيل بين أقباط قرية نزلة عبيد ومسلمى قرية الحوارتة المتجاورتين بسبب نزاع على بناء منزل بقطعة أرض «أملاك دولة»، تقع على أطراف الحوارتة، وقيام مواطن مسيحى باستغلال المساحة لصالحه دون رغبة الأهالى، ونتج عن المشاجرة مقتل كل من سعاد محمود حجازى (36 سنة)، ومحمد صابر شحاتة (25 سنة)، من قرية الحوارتة، وجرجس كامل حبيب (27 سنة)، من قرية نزلة عبيد، وأشارت التحريات إلى أن المجنى عليها الأولى خرجت من منزلها للبحث عن نجلها عقب سماعها إطلاق النار بكثافة فأصيبت بطلقة طائشة أودت بحياتها فى الحال، بينما أصيب نحو 16 شخصاً آخرين من الطرفين منهم 4 مسلمين و12 مسيحيا، من بينهم صموئيل ناجى نصيف (35 سنة)، وأبانوب ملاك بشرى (20 سنة)، وصموئيل ميلاد أمين (21 سنة)، وإسحاق يعقوب تادرس (58 سنة). ونجحت أجهزة الأمن فى السيطرة على الأحداث بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما تم الدفع بثلاثة تشكيلات من الأمن المركزى وقوات الأمن التى فرضت كردونا أمنيا حول القريتين، لمنع تجدد الاشتباكات وتم التحفظ على عدد من المتهمين وجار التحقيق معهم لمعرفة ملابسات الحادث. فيما أصدرت مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس بياناً لشرح ملابسات أحداث قريتى نزلة عبيد والحوارتة التابعتين لمركز المنيا، التى أسفرت عن مقتل قبطى وإصابة العشرات، بحسب البيان، الذى اتهم عناصر إخوانية بإشعال الفتنة، حيث ذكر البيان نصاً: نشبت مشاجرة بين كل من «مارى.ص» و«إسحق.ى» من قرية نزلة عبيد (طرف أول)، و«مملوك م.ع» من قرية الحوارتة المتاخمة لها (طرف ثان)، حيث كان الطرف الأول بصدد بناء منزل على قطعة أرض يمتلكها إلى جوار الطرف الثانى الذى اعترض على ذلك وتم تحرير محضر بالواقعة فى قسم الشرطة الأسبوع الماضى ولكن الطرف الثانى أرسل للأول مالك الأرض لكى يحضر ويحيط أرضه بسور لحمايتها ولكن ما إن بدأ فى ذلك حتى أطلق النار على من معه فأصاب أحدهم ومن ثم تطورت المشاجرة فيما اعتبره المسيحيون استدراجا لهم لأذيتهم وتجمع عدد كبير من الطرفين وانضم إلى المعتدين جماعة من الإخوان المسلمين وأطلقوا الرصاص على المسيحيين فقتلوا على الفور جرجس كمال حبيب (27 سنة) كما أصيب حوالى عشرين شخصا كلهم من المسيحيين وهم الآن قيد العلاج فى مستشفيات مختلفة، بحسب البيان. وأعلن مسئول رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا أن قوات الشرطة تمكنت من السيطرة على الأوضاع بشكل تام وتحاول إعادة الهدوء مرة أخرى، مضيفاً أنه تم إلقاء القبض على 20 شخصاً من قريتى الحوارتة ونزلة عبيد بشرق النيل و15 شخصاً من الطرفين بقرية البدرمان بمركز ديرمواس، وتم التحفظ عليهم وجار التحقيق معهم حول الظروف والملابسات التى أدت لنشوب المشاجرات.