فى نفس هذا المكان كتبت فى الأول من يونيو الماضى مقالاً بعنوان " تطوير التليفزيون المصرى .. أحلام وأوهام !!! " وقلت فيه إن الإجتماع الذى عقده مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون فى الغرفة المجاورة لمكتبه بالدور الثامن واستمر لمدة 125 دقيقة - لم يحقق الهدف المرجو منه فيما يتعلق بموضوع تطوير الشاشة عقب شهر رمضان المبارك .. حيث جاء الإجتماع تقليديا وإضطر لاشين للتراجع عما سبق أن تضمنه المنشور الذى اصدره يوم 18 مايو 2016 ب " التنبيه على مديرى العموم والمعدين بجميع القنوات بأنه سيتم وضع الضوابط المالية المقررة بمعرفة اللجنة وفقاً لكفاءة وتميز الأفكار المقدمة منهم ومدى قبولها باللجنة " وهو ما أثار غضب الكثير من العاملين بسبب الخوف من تخفيض أجورهم مما أدى لتراجع رئيس القطاع عن هذا البند . وصدق ما توقعناه , حيث انتهى شهر رمضان وبقى الحال على ما هو عليه ولم يحدث أى تغيير يذكر على البرامج كما وعد رئيس التليفزيون مراراً وتكراراً لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يطلقون على هذا التطوير الذى لا يتم وصف ( الفنكوش ) !!!. وفى هذا السياق نشير إلى أن لاشين قام بالإتفاق مع سمير سالم رئيس القناة الأولى بتشكيل لجنة من (الشلة والمحاسيب ) بحجة تقييم البرامج وتقديم تقارير عنها وكيفية تطويرها ..الخ .. ومن بين أعضاء اللجنة مجدى عبدالعال مدير عام التنشيط الإعلانى والشهير ب( السوبر ) ومعتز عبدالعزيز كبير المخرجين وشهرته ( ميزو ) وبعض الشخصيات الآخرى . وقامت هذه اللجنة بعقد عدة إجتماعات ولم تسفر عن شيىء حيث جاءت تقاريرها موجهة لترضية لاشين وسالم وتخليصهم من بعض المعارضين لسياساتهم عن طريق الغاء برامجهم أو الغاء اشرافهم على بعض البرامج . وقدمت اللجنة تقاريرها إلى رئيس التليفزيون ,إلا أن لاشين أراد عدم الدخول فى مواجهة مع العاملين بالقطاع وقرر أن يكون التغيير فى أضيق الحدود حتى لا يخسر الكثير بسبب هذا الصدام المحتمل خاصة فى ظل أزماته وصراعاته التى لا تنتهى مع صفاء حجازى رئيسة الإتحاد والتى يسعى بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة للإطاحة بها من منصبها .
من ناحية آخرى نشير إلى أن هناك قراراً تم اتخاذه بدمج البرنامجين الأبرز فى القناة الأولى وهما ( حديث الساعة ) و(الناس ) فى برنامج واحد جديد بعنوان ( من ماسبيرو ) والذى سيذاع يومياً من السابعة وحتى الثامنة والنصف مساء من السبت إلى الخميس . ويمكننى من الآن التأكيد على أن هذه التجربة سيكون مصيرها الفشل لعدة أسباب منها :
- عدم وجود خط مميز لهذا البرنامج حيث أنه سيتم تقسيم الأيام بين أسرتى برنامجى حديث الساعة والناس بمعدل ثلاثة أيام لكل منهما بفريق اعداد منفصل تماماً عن الآخر وسيحاول كل منهما إثبات أنه الأكثر نجاحا وتميزاً وأن الفريق الآخر ( كمالة عدد ) .
- يعلم الجميع وفى مقدمتهم صفاء حجازى ومجدى لاشين أن هناك خلافات شديدة للغاية بين فريقى اعداد وتقديم برنامجى حديث الساعة والناس ووصلت فى كثير من الأحيان الى الشئون القانونية بالقطاع وكذلك النيابة الإدارية ولذلك فإنه من المتوقع أن تزيد حدة هذه المشاكل والأزمات وربما تصل للنائب العام قريباً (( ملحوظة .. مجدى لاشين قال فى حوار جانبى داخل مكتبه لسمير سالم خليهم ياكلوا بعض ويخلصوا على بعض !!! ) . - قام لاشين وسالم ( والشلة ) بالترويج لأن دمج البرنامجين هو قرار صفاء حجازى رئيس الإتحاد وهو ما نفته صفاء تماماً وأكدت عدم وجود علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا الأمر .
لعل أكبر دليل على وجود شك لدى لاشين نفسه فى نجاح تجربة دمح البرنامجين أنه قطع على نفسه وعداً للمذيعين والمذيعات بأنهم ( لو ما استريحوش فى التجربة بتاعة ضم البرنامجين لمدة 3 شهور فسيتم إعادة الوضع الأول بفصل البرنامجين.) وأقسم على ذلك رغم علمه باستحالة عودة البرنامجين مرة مرة آخرى .
- وجود عدد كبير من المذيعين والمذيعات فى البرنامج الجديد والذين يصل عددهم إلى ثمانية مذيعين ومذيعات هم : خالد سعد وهبة رشوان وأمنية مكرم وعاطف كامل وعمرو قنديل ( يقدمون حلقات البرنامج من السبت إلى الأثنين ) وعواطف أبو السعود وداليا ناصر وهند جاد ( من الثلاثاء للخميس ) سوف يؤدى الى تشتيت المشاهد وعدم وجود شخصية مستقلة للبرنامج وبالتالى سوف يكون من الصعب متابعته .
- هذا البرنامج سوف يؤدى لإشعال الصراعات داخل قطاع التليفزيون , خاصة أن شلة ( الفاشلين ) قامت ب ( افتكاس ) طريقة جديدة لعدم تخفيض أجور معظم المذيعين بالبرنامج عن طريق رفع قيمة ما يتقاضاه كل مذيع أو مذيعة منهم فى الحلقة من 2500 جنيهاً إلى 3500 و 4000 جنيه حتى يستطيعوا الوصول لما يسمى ب ( السقف المالى ) وهو الأمر الذى سيؤدى إلى إثارة الغيرة لدى المذيعين فى البرامج الآخرى خلال الفترة القادمة وسوف يطلبون المعاملة بالمثل . ونفس الأمر سوف يتكرر بين مخرجى البرنامج وباقى المخرجين فى القناة بعد أن أبلغهم لاشين انه سيتم رفع أجورهم الى 3500 جنيه بدلاً من 2000 جنيه فى الحلقة الواحدة من البرنامج الجديد وهو ما يعادى 4 أضعاف أجر المخرج فى برامج التوك شو الفضائية الشهيرة .
- لعل أكبر دليل على أن هذه التجربة سوف تفشل أن الخلافات بين المذيعين والمذيعات اشتعلت خلال الأيام الماضية بسبب تقسيم الأيام حيث سيقوم 5 مذيعون ومذيعات ( كانوا يقدمون حديث الساعة ) بتقديم 3 حلقات أسبوعيا فى مقابل 3 مذيعات كانوا يقدمن برنامج الناس سوف يقدمون 3 حلقات فى البرنامج الجديد . وهو الأمر الذى دفع المذيع عاطف كامل لطلب مشاركة زميلاته ( اللواتى كن يقدمن برنامج الناس ) فى الأيام التى يقدمونها بالبرنامج الجديد وهو الأمر الذى قوبل بالرفض حتى الآن .
- حالة من الدهشة انتابت الكثير من العاملين فى البرنامج خاصة والقطاع بصفة عامة بسبب اسناد مهمة ( بروديوسر ) البرنامج الجديد ل (السوبر ) مجدى عبدالعال رغم عدم امتلاكه الخبرات اللازمة فى مجال الإعداد حيث أنه فى الأساس مخرج ولأنه مسنود من لاشين وسالم تم تكليفه بمنصب مدير التنشيط الإعلانى والذى فشل فيه بدليل أنه لم يجلب أية إعلانات على مدار 25 شهراً . كما أن عبدالعال قام بتهديد عدد كبير من العاملين فى برنامج حديث الساعة عندما اعترضوا على دمج البرنامجين وأبلغهم أنهم سوف يتم استبعادهم من البرنامج فى حال رفضهم للدمج .