تصدرت عناوين الصحف، خبرًا ربما اعتبره البعض سابقة لم تحدث من قبل، ألا وهو زيارة نادرة ومهمة لوزير الخارجية، سامح شكري لإسرائيل، وانتشرت المعلومات التي تشير إلى أن الزيارة تستهدف عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فضلًا عن مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، ولكن لم تكن تلك الزيارة الرسمية هي الأولى التي تحدث بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" الخاصة بالسلام مع الجانب الإسرائيلي في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ لتفتح تلك الزيارة الباب لرصد الوزراء الذين توجهوا بزيارة لإسرائيل من قبل. سامح شكري قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن زيارة شكري إلى إسرائيل تأتي في توقيت مهم، حيث جاءت عقب الدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. ولم تقف القضايا التي يتم مناقشتها في هذه الزيارة عند هذا الحد، حيث من المقرر أن يجري وزير الخارجية محادثات مطولة خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ تتناول العديد من الملفات المرتبطة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، مع التركيز على القضية الفلسطينية، وكيفية تفعيل مقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع، ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تمهيدًا لخلق بيئة مواتية داعمة لاستئناف المفاوضات المباشرة بينهما، بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. عمرو موسى رئيس "لجنة الخمسين"، الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، كان ثاني مسئول عربي يزور القدسالمحتلة عقب الزيارة الشهيرة للرئيس الراحل أنور السادات، حيث إنه ذهب إلى إسرائيل مرتين، كانت الزيارة الأولى في أغسطس 1994 بصفته وزير الخارجية وقتها، حيث إنه كان من المفترض أن يقوم بزيارة دبلوماسية إلى مؤسسة "يد واسم". ورفض موسى زيارة متحف جرائم النازية في هذه المرة، بدعوى أن برنامج الزيارة الذي وضعته إسرائيل وقتها لا يروقه، ما دفع الحكومة الإسرائيلية وقتها لتعديل برنامج الزيارة في أغسطس 1994 بحيث تتضمن زيارة النصب التذكاري لضحايا النازية من اليهود، وأجّل رابين استقباله لموسى أربع ساعات؛ حتى تتم زيارة النصب، إلى أن انتهى الأمر، بعد اتصالات مع القاهرة، بأن تقتصر الزيارة على الجانب المخصص للأطفال من النصب التذكاري؛ ما أدى إلى موافقته على الزيارة خاصة بعد التعديل الذي أتاح له زيارة جزء صغير من المتحف والخاص بالقتلى الأطفال ممن ماتوا في المعسكرات النازية فقط. وفي نوفمبر 1995 كانت الزيارة الثانية له لإسرائيل، حيث زار القدسالمحتلة لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، الذي قتل في الرابع من نوفمبر 1995 على يد مستوطن يهودي، بعد أن قام موسى بقطع زيارة رسمية كان يقوم بها إلى الأرجنتين، وهناك ألقى كلمة تأبين مؤثرة بحق رابين وصفه فيها بأنه "وضع أسس السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين في جو من الثقة والاحترام المتبادل"، معتبرًا أن موته "شكّل ضربة قوية لأهدافنا النبيلة"، داعيًا من يتولى القيادة بعده إلى مواصلة إحراز التقدم في هذا الأمر، قائلًا: "إننا وبعزيمتنا القوية وبعد تحقيق هذا الهدف، سنتمكن من إحياء ذكرى الذي سقط من أجل السلام". صفوت الشريف ومصطفى خليل ولم يكن عمرو موسى هو الوزير الأخير الذي قام بزيارة لإسرائيل، حيث سبق وأن كان وزير الإعلام صفوت الشريف، ورئيس الوزراء السابق مصطفى خليل، أحد أطراف الزيارة التي قام بها مبارك من قبل لإسرائيل، حيث اصطحبهما الرئيس الأسبق معه؛ للمشاركة في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، الذي توفي في 4 نوفمبر 1995 على يد مستوطن يهودي متطرف يُدعى إيجال عامير.