انتقدت منى عشماوى، مراسلة قناة "الجديد" اللبنانية، دور الفضائيات فى إشعال الفتن بين الشعب المصرى، مؤكدة فضح رجال الأعمال أصحاب الفضائيات فى عهد النظام السابق جعلهم يفتحون فضائيات جديدة تتكلم بلسان ثورى وتحاول الوقيعة بين الشعب وتبث له أفكارا خاطئة، مستخدمينها كآلات إعلامية تهدف لتدمير الثورة. وأوضحت أن تلك الفضائيات ضمت فلول النظام السابق من الإعلاميين، الذين انضموا فجأة إلى جناح الثورة والثوار، مثل لميس الحديدى، مقدمة برنامج هنا العاصمة على قناة cbc، ولا يخفى أنها معدة الحملة الانتخابية الرئاسية لمبارك عام 2005، حيث كانت على علاقة وطيدة بكل رموز النظام السابق حتى آخر يوم، مثل أحمد عز وأحمد نظيف وبعض رجال الأعمال التابعين لنظام مبارك فجميعهم كانوا يظهرون معها فى برامجها. وأشارت عشماوى إلى أن قناة ontv أهم أسباب الفتنة الطائفية فى مصر من خلال التصريحات غير المسئولة من القائمين على برامجها المختلفة والتى تقوم بتهييج الشعب. وقالت: إن الإعلام المفتوح أقوى الأسلحة اليوم، وليس من المستبعد أن يكون لديه يد فى الأحداث الأخيرة فى بورسعيد وجعلت الشارع المصرى ينقسم على نفسه من خلال إعلاميين لهم أجندات مع النظام السابق لمصلحتهم واليوم لهم أجندات خاصة ومن أهمها ركوب الموجة . بينما نفى الإعلامى صلاح عيسى، تعمد الكثير من الفضائيات لإثارة الفتن، معتبراً أن افتقادهم التقاليد المهنية وأدبياتها أقصر الطرق المؤدية للفتن الشعبية، ويظهر ذلك فى سباق الصحف والفضائيات حول الخبر المثير فينتجون أخبارا غير دقيقة وغير منسقة . وأكد أن فكرة البث المباشر من أخطر ما يمكن لإشعال الفتن، كما حدث فى معركة مظاهرات الأقباط أمام ماسبيرو التى دارت مع جنود الجيش، حيث إن بثها حى يعنى تحريضا علنيا، حيث إنهم يرسلون رسالة لكل الأقباط فى مصر وخارجها للانضمام للمعركة فتصبح مجزرة وكان من المفترض تسجيل بعض اللقطات فقط دون إثارة الفتنة. وأضاف: من الممكن أن يندمج بعض المذيعين فى تغطيتهم الإعلامية ويتحولوا فى التغطية من محايدين إلى أطراف فى الصراع وهو ما حدث فى بعض القنوات الفضائية الرياضية من خلال مقدمى البرامج بعد أحداث بورسعيد، وأيضا أحداث مباراة مصر والجزائر فكلاهما يعتبر تحريضا غير مقصود. ومن ناحيته اعتبر المستشار زكريا عبدالعزيز، أن الفضائيات المفتوحة 24 ساعة أخطر من الصحف، مؤكداً ضرورة مراعاة الإعلامى لضميره أولاً. وطالب الشعب المصرى بمقاطعة قنوات وبرامج فلول الإعلام والامتناع عن المداخلات فوراً لأنهم يبعدون كل البعد عن المهنية والمصداقية . وأكد الإعلامى علاء أبو زيد، أن الحديث عن الفضائيات مجرد نقد وليس تخوينا، وإلا يجب على كل من يخونهم التقدم بالأدلة والإثباتات لانحرافاتهم عن نبل الرسالة الإعلامية، موضحاً أن المشاهد هو معيار الحكم الأول ،مشيراً إلى أن الجهات الأمنية هى المنوطة بالتحقق من كون بعض القنوات الفضائية تعمل لأهداف خارجية أم لا . ونادت الدكتورة إيناس أبو يوسف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بضرورة إعلان وسائل الإعلام الخاصة، سواء فضائيات أو صحفا، عن مالكيها وجهات التمويل التى تقف وراءها، وهو حق أساسى من حقوق المشاهدين، حتى يكونوا على دراية بتوجه من يحدثهم ويستطيعوا الحكم على حقيقة ما يذيعه من عدمه. وشددت على ضرورة إنشاء نقابة للإعلاميين تتكلف بوضع ميثاق شرف إعلامى وقانون خاص بممارسة المهنة، حتى لا يعمل بالإعلام إلا المنتمين لهذه النقابة، ويقع على عاتقها محاسبة أى إعلامى تثار حوله الشكوك أو يبتعد عن الحقيقة والشفافية، من خلال لجنة تأديب تمارس تحقيقاتها وفى حالة إثبات التقصير يتم منعه من ممارسة المهنة. وفى نفس السياق قال الدكتور أبو السعود إبراهيم، نائب رئيس تحرير الأهرام والمدير العام لمركز الأهرام للترجمة والنشر، إن الفكرة ليست حق الشهيد أكثر من أنها أيديولوجيات إعلام فاسد كلما اقتربنا من حقيقته أكثر اكتشفنا أنه قنبلة ستنفجر فى وجوهنا. وأوضح أن أغلب القنوات التليفزيونية مشبوهة، ليس هدفها حق دم الشهداء أو تهدئة الدولة والمساعدة على استقرارها لكن لها خطة لإسقاط الدولة وضعفها مثل التى كانت مدبرة من قبل ولم تنجح. وأشار أبو السعود إلى أن الدور الآن الذى تقوم به هذه القنوات، إسقاط المؤسسة العسكرية من خلال المبالغة وتعقيد الأمور من خلال تداخل واضطراب الآراء والأغراض والأيديولوجيات المتضاربة لتنتج حوارا نعيش من خلاله فى جزر منعزلة عن الواقع وعدم الاستقرار وهذا ما تلعبه هذه القنوات . وأضاف نبيل عبد الفتاح، المحلل السياسى أن الفوضى الإعلامية برزت منذ بداية الثورة وكان أبطالها رجال أعمال عرب ومصريين وأموال خارجية خاصة الخليجية لدعم قنوات مصرية لمواجهة الجزيرة والتليفزيون المصرى، واستقطاب نسب عالية من المشاهدين هدفها هو الإثارة السياسية. ورأى عبد الفتاح أن الحملة الإعلامية التى تنشر الإضرابات وإثارة الفتن تحت دعوى الحرية الصحفية وحرية الرأى مردود عليها بأن جميع العاملين فى هذه القنوات لهم مصالح محددة يسعون إليها من أجل مبالغ طائلة مقابل تقويض الثورة والهجوم على الإعلام المصرى الذى يسعى لتقديم الحقيقة، مشدداً على أن هذه الجماعات ما هى إلا بعض رجال الأعمال الفاسدين وبعض أعضاء البرلمان وبعض أعضاء وزارة الداخلية الذين ينتمون للنظام القديم . بينما أدان خالد السعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، ظهور نوعية جديدة من المذيعين يقومون بأعمال العرافين والتنبوء بالغيب، حيث ذكر أنه فى إحدى حلقات برنامج خيرى رمضان، الذى قال فيها إن المجمع العلمى يحرق ولم يكن قد حرق بعد وإن مدير المجمع العلمى طلب مداخلة تليفونية وأكد فيها أن المجمع لم يحرق وبعد انتهاء الحلقة فوجئنا بحرق المجمع . وأضاف أنه أيضا فى نفس السياق قالت لميس الحديدى، إن هناك زجاجات مولوتوف تقذف من فوق بعض المنشآت على الرغم من عدم حدوث شىء فى نفس المكان باعتباره شاهد عيان فى مكان الواقعة. وأكد السعيد أن هذه القنوات أنشئت لمواجهة الإعلام الحقيقى لإحداث الفتنة بين الشعب المصرى والسلطة العسكرية.