تساؤلات كانت تلح عليّ منذ فترة طويلة وهي هل يمكن أن أكون ناشطة سياسية وصحفية في نفس الوقت؟ وهل من حق الصحفي أن يتعاطف مع الأحدث؟ وماهو الخط الفاصل بين الصحفي والناشط السياسي؟ لأتوصل في النهاية إلى أن العمل الصحفي هو أحد أشكال النشاط السياسي" . هكذا بدأت الإعلامية بثينة كامل كلمتها في ندوة "مستقبل الإعلام الخاص بعد الثورة المصرية" والتي أقيمت مساء أمس الثلاثاء بالهيئة المصرية العامة للكتاب بمشاركة كل من الإعلامية بثينة كامل والإعلامي معتز الدمرداش و الخبير الإعلامي الدكتور ياسر عبد العزيز؛ وتأتي الندوة ضمن سلسلة ندوات الهيئة حول الجماعات المستقلة و التغيير. المراسل مقاتل وشبهت الإعلامية بثينة كامل المراسل الصحفي بالمقاتل الذي يواجه العديد من المصاعب خلال عمله؛ حيث كان الفضل الأكبر لتغطية الأحداث قبل وأثناء وبعد الثورة للمراسل الصحفي وليس لمذيعي برامج التوك شو. وأبدت أسفها الشديد على الوضع الراهن الذي يُثبت أن الإعلام الخاص بمالكيه من رجال الأعمال لايزالون تحت ضرس الحكومة، نظرا لأن الحكومة مازالت تتحكم في مصالحهم وبإمكانها الضغط عليهم، ولذلك فهي ترى أن الأمل ليس فى الإعلام الخاص أو الرسمي فقط إنما فى الإعلام الشعبى؛ حيث كان أحد مطالب الثورة بالتحرير تحقيق الحرية في الإعلام والتعبير؛ وحتى تحقيق ذلك سيظل الإعلام الخاص بديلا عن الإعلام الرسمى لأنه أكثر حرية وأكثر تعبيرا عن روح الشباب. وعلقت كامل على من يظنون أن جهاز أمن الدولة قد تم حله واصفة إياهم بالشخصيات الساذجة، حيث ترى أن الثورة قد نجحت في الإطاحة برأس النظام فقط، لذا فلابد من اكمالها حتى نحصل على مصر التي نتمناها. وأقر الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي بنجاح الإعلاميين المصريين في صد هجمة مرتدة كان غرضها النيل من حرية الإعلام، واصفا اياها بالهجمة التي كانت تُريد إعادتهم إلى ماقبل 25 يناير، وقال :"يبقى الآن أمام الإعلاميين تحديان الأول تقنين سقف الحريات الذي حصلوا عليها بالأمر الواقع من خلال الثورة أي يحولوه إلى قوانين، التحدي الثاني يتعلق بأن الارتفاع الكبير في سقف الحرية يقترن بارتفاع سقف الأداء المهني". وأضاف عبد العزيز أن الأثمان التى دفعت فى مقابل حرية الإعلام قبل الثورة أثمرت وبلورت رأيا عاما كان يمثّل وعيا حرك الشعب نحو الثورة. الإعلاميين ليسوا ملائكة من جانبه أكد الإعلامي معتز الدمرداش أن الإعلام ينبغي أن يكون له دور سواء قبل أو بعد ثورة 25 يناير، فالإعلام هو الإعلام في أي زمن وفي أي مكان وفي أي مجتمع، والمتغيرات المحيطة به هي التي يمكن تغيرها، ضاربا المثل بسقف الحرية الذي يمكن تغييره والاستفادة منه بشرط عدم تحويله لفوضى إعلامية. وفيما يتعلق بالضغط من رجال الأعمال أصحاب القنوات الخاصة قال الدمرداش:" لا نستطيع منع الإعلامي المُؤمن بقضيته أن يوجّه برنامجه ورسالته الإعلامية إلى مسار غير البحث عن الحقيقة، فهناك نخبة من الإعلاميين تمسكوا بالميثاق المهني وأرضوا ضمائرهم بقدر المستطاع فالإعلاميين بشر وليسوا ملائكة". مشيرا إلى أهمية دور الإعلام الخاص قبل الثورة فى تهيئة الأوضاع للوصول إلى مصر التى نريدها، كما أن الفضائيات الخاصة قبل الثورة كانت عاملا مهما لتحريك الشعب ورفع حالة السخط الموجودة. وأضاف الدمرداش: "الثورة معناها التغيير والإعلام كغيره من مهن المجتمع يجب أن يكون إعلاما مهنيا يُراعى الضمير وله مصداقيته ويجب أن تكون هناك هيئات مستقلة تراقب أداء الإعلام الحكومى حتى لا يحدث انفلات؛ فيجب ضبط الأداء دون التدخل فى سقف الحريات، وأناشد كل زملائى الإعلاميين أن نراعى ضمائرنا فى كل ما نقدم وكل ما ننشر، كى نصنع مستقبل جديد كما نريده". مواصفات المذيع الناجح وعن مواصفات مذيع التوك شو الناجح قال الدمرداش: "المذيع بشكل عام كائن تراكمي لا يدخل على الشاشة فجأة؛ فيجب أن ينجذب له المشاهد أولا ويصدقه ويشعر أنه واحد من أفراد الأسرة، وأن أي مواطن يواجه مشكلة يريد أن يتناولها هذا المذيع بالذات". وأكد الدمرداش أن الإعلام علم وليس مهنة لكل من لا مهنة له، وعلى الرغم من أن الإعلام يؤخذ فيه أقصى الدرجات العلمية إلا أنه لا يقتصر على خريجي معاهد وكليات الإعلام مادامت لدى الفرد القدرة والرغبة الإعلامية، فالمذيع يتم قبوله بناء على امتحان قدرات. وأضاف:" مذيع التوك شو لابد أن يكون مُطلعا على كل المجالات، ولديه القدرة على محاورة كل الأنماط، فلابد أن ينتبه إلى مواصفات المذيع الناجح في القنوات العربية الفضائية، وليس المعارف والأقارب، ولابد للإعلامي أن يُطور نفسه ويجتهد حتى يحصل على المصداقية لدى المشاهد". وعن المحاكمات العسكرية للصحفيين رفض كل من الدمرداش وبثينة كامل تماما محاكمة الصحفيين والمدنيين محاكمة عسكرية، لأن الثورة قامت لإسقاط النظام وإقامة دولة مدنية. شاهد الفيديو: