رفض العقيد رياض الأسعد، قائد ما يعرف بالجيش السوري الحر، المنشق عن القوات النظامية، ما تم إعلانه من تشكيل ما يسمى "المجلس العسكري الثوري الأعلى" من قوات منشقة أيضا، واعتبر هذا "مساندة يقدمها هؤلاء للنظام عبر شق الصفوف. وقال الأسعد في اتصال هاتفي من القاهرة "نحن ضد أي تشكيل عسكري مواز للمجلس العسكري الذي شكلناه بالفعل داخل صفوف وقيادات الجيش السوري الحر واعتبر أن ذلك مساندة يقدمها هؤلاء للنظام عبر شق الصفوف وتشتيت جهود المعارضة". وكان منشقون عن الجيش السوري قد أعلنوا أمس تشكيل "المجلس العسكري الثوري الأعلى" ليحل محل الجيش السوري الحر، وأوضح المجلس في بيان له أن قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ وهو أعلى رتبة لضابط ينشق عن الجيش، وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس "تمهيدا لإعلان النفير العام لتحرير سورية من هذه العصابة الحاكمة". وشدد الأسعد على أن انشقاق قيادات عسكرية عليا عن الجيش النظامي حتى ولو كانت تفوق رتبته لن توثر عليه شخصيا أو على قواته، وأوضح :"هذا لن يؤثر علينا لأننا في ثورة، والثورات تعرف بقياداتها ولا علاقة لها بالرتب العسكرية أو بأي أمور أخري". وأكد الأسعد أن جيشه يصر على إكمال المعركة ولو بمفرده حتى يلحق الهزيمة بكتائب الرئيس بشار الأسد ويحقق أمل الشعب السوري في إسقاط النظام. وفيما يتعلق بالموقف الروسي الصيني في مجلس الأمن قبل يومين، قال :"ما حدث في مجلس الأمن لن يعوقنا أبدا لأن الشعب السوري مصمم على تغيير هذا النظام وكنا نشعر أن المجتمع الدولي لن يقف إلى جوارنا". وتابع :"كنا نطالب بقوات دولية لمساعدتنا، ولكن إذا لم توجد فنحن لن نقف صامتين ومكتوفي الأيدي بل سنستمر في نضالنا للنهاية". وفي رده على تساؤل حول ما إذا كانت قواته قادرة بمفردها على إلحاق الهزيمة بالجيش النظامي خلال فترة وجيزة دون تدخل خارجي، أجاب :"لا نملك السلاح الكافي لمجابهة هذا النظام، وبالتالي هزيمتنا لجيشه تتوقف على مدى التسليح الذي يمكن أن يتوفر لنا خلال الفترة القادمة". وأضاف :"لا نستطيع أن نقول إننا مسيطرون علي منطقة ما بأي محافظة ولكني أؤكد أننا منتشرون في كل نقطة تراب بأرض سوريا"، مشددا على أنه رغم تفوق كتائب الأسد عددا وتسليحا إلا أن الحالة المعنوية والنفسية لها باتت منهارة. وأشار إلى أن قوات الحرس الجمهوري التي تتمركز في العاصمة لحماية النظام بدأت تشتبك مع قوات الجيش الحر "في عمليات صريحة وواضحة بريف دمشق"، وقال إن "قوات الحرس الجمهوري تمتلك السلاح الأقوى والأكثر تطورا بالجيش النظامي وهي الذراع الأطول للنظام بين كل قطاعاته". وذكر الأسعد أن قوام الجيش الحر تجاوز 50 ألف جندي منشق، بينما يبلغ قوام الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من الجيش التي يقودها ماهر الأسد قرابة 100 ألف جندي. أما فيما يتعلق بالمجموعة الإيرانية التي يحتجزها الجيش السوري الحر ، قال الأسعد :"إنهم موجودون في مكان آمن وكانوا بالبداية سبعة أفراد تم الإفراج عن اثنين منهم بعد التأكد من أنهما من المدنيين ولا نحتجز حاليًا سوى خمسة تأكدنا من هويتهم العسكرية". وتابع :"عرضنا مبدأ المبادلة على المسئولين الإيرانيين ونتمنى أن تكون إيران أكثر جدية حيال ذلك الأمر، وحتى الآن لم نتلق أي اتصالات بشأنهم وهناك تكليف للمجلس الوطني بإجراء المفاوضات حولهم.