تملكنتي ثلاثة مشاعر متضاربة بالاستهجان والرثاء والدهشة فور سماع حكم الحكمة بالحبس خمس سنوات علي رئيس حزب الغد المعارض اللامع أيمن نور، رغم أني لا أعرفه إلا من خلال طلبات الإحاطة التي قدمها في مجلس الشعب، وصراعه المرير في انتخابات الرئاسة ضد طوفان مؤسسات الدولة، وأؤكد لكم أن هذا المشاعر وغيرها انتابت كل مصري سواء كان يعرف الرجل أو لا يعرفه( ماعدا حزب التزوير الوطني)، وكان رد الفعل الطبيعي لكل من لقيتهم هو استهجان هذا الحكم السياسي المعيب، وهو يمثل وصمة زيف تضاف إلي الألبوم العامر لنظام حكم الفرد بارتكابه كل المعاصي السياسية والأخلاقية ضد الشعب وقوي المعارضة. لماذا الشعور بالاستهجان؟ شعرت باستهجان الحكم الصادر ضد النائب السابق أيمن نور، لأن الطريقة التي رفعت بها الحصانة عنه خلال 24 ساعة من الألف للياء، ومحاكمته أمام دائرة تأديب المعارضين السياسيين لنظام الرئيس الأوحد تؤكد توفر عناصر سبق الإصرار والترصد لإحياء فكرة التوريث التي دفنت في الانتخابات البرلمانية. ولماذا الشعور بالرثاء ؟ شعرت بالرثاء للحال التي وصل إليها النظام السياسي من التدني والاستخفاف بعقل ورشد المواطن المصري، وما زال يراهن علي عودة الشعب المصري لعصمته مع أن الطلاق بين الشعب ونظام الحكم المستبد هو طلاق بائن، ولا يمكن العودة عنه ولو كان المحلل من لجنة السياسات. ولماذا الشعور بالدهشة ؟ شعرت بالدهشة لأن مستشاري الغباء السياسي والسوء الذين اقترحوا تأديب أيمن نور لم يتبادر إلى عبقريتهم المؤذية أمرين: الأول: أن المحكوم عليه ليس الشخص الوحيد الذي يقاوم تشييد قاعدة التوريث في مصر لأنها الباب الملكي للاستعمار الخارجي ، بل يرفضها ويقاومها كل مصري يعرف قيمة الحرية والعدالة، ولم يعد ممكنا العودة للوراء، فزمن تغييب الوعي قد ولى إلى غير رجعة، وصور القنوات الفضائية تقتحم كل غرفة وخص في أقصي نجوع مصر المحروسة، وحتى عند سكان المقابر!! صح النوم!! الثاني: إذا كان المعارض البارز أيمن نور قد حكم عليه بخمس سنوات في قضية تزوير عدد من التوكيلات لإنشاء حزب، وهو تزوير إن افترض – جدلا- صدقه، فهو لم يؤثر على إنشاء حزب الغد، كما أنه لم يثبت أن المتهم بالتزوير مارس فعله بيده أو بصورة مباشرة، يضاف إلى ذلك أن هذا التزوير الملفق لم يترتب عليه كسب مادي لكون أن إنشاء الحزب لا يحتاج لأكثر من 50 توكيلا والتوكيلات المقدمة للجنة الأحزاب بالآلاف. وبناء علي الحكم المشدد الصادر من دائرة المحاكمة الخصوصي بحبس المعارض السياسي أيمن نور وزملائه 5 سنوات×3 ..يا تري كم عام من السجن يستحقها من اشتركوا في تزوير إرادة الشعب بالأمر المباشر في دوائر الدقي ومصر الجديدة ودمنهور وكرداسة وامبابه ودمياط وكفر الشيخ والمنصورة وغيرها، مع ملاحظة الفارق: أن تزوير النظام والحزب كان بأوامر سيادية، وترتب علي هذا التزوير ضررا جسيما بفقدان حقوق مئات المرشحين ؟ وترتب عليه قتل وجرح المئات من عامة الشعب؟ فمن يحاكم السيادية على تلطيخ يدها بالتزوير ؟ وكم عام يستحقها الوزراء المشاركون وضباط الأمن الذين استخفوا بالشعب وزيفوا إرادته عنوة بالخضوع لأوامر سيادية ظالمة ومخالفة لنص وروح القانون والدستور ؟ نذكر من تناسوا وتجاهلوا الحديث الشريف، عندما ساوي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) بين أصحاب الجاه والسلطة وبين الضعفاء في الحدود بقوله (...إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق منهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ). أفتونا يا أصحاب قوي الدفاع عن التزوير والفساد !! وأفيدونا يا أصحاب الحظوة والمقام وال.... !!! للأسف لم يعرف عامة الشعب( أمثالنا ) أن التزوير مقامات( أيضا ) سؤال وجواب ما هي علامات ساعة نظم الحكم الشمولية ؟ عندما يسمي الزيف حقا ويصبح المتهم حكما، وعندما يصبح اللص شرطيا وحرسا، وعندما يصبح النشال مثقفا ومفكرا، وعندما يرتدي الكذب مسوح الصدق، وعندما يتحول الحر إلى العبودية والرق، يكون أمر الله قد نفذ. سؤال مسابقة المقال كيف تصب كل القضايا المسيسة في أحضان دائرة المستشار عادل عبد السلام جمعة خصوصا ؟ اختر الإجابة الصحيحة : 1- بالخاصية الشعرية 2- بالخاصية المغناطيسية 3- بالخاصية الانزلاقية اللهم احمنا من التسرب والانجذاب والانزلاق إلى ... مالا يحمد عقباه. آمين [email protected]