طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الولاياتالمتحدة بالحصول على ضمانات وتعهدات تقضي باستمرار المعونة العسكرية المقدمة إلى مصر بعيدًا عن أى توترات تسود العلاقات بين القاهرةوواشنطن، لاسيما وأنه متفق عليها ضمن اتفاقية "كامب ديفيد" التى وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979م برعاية أمريكية. وعلمت "المصريون" أن وفد المجلس العسكرى عزف على وتر التشدد خلال مفاوضاته مع المسئولين الأمريكيين لرفع الحظر عن سفر الموظفين الأمريكيين الستة، على خلفية الاتهامات لبعض منظمات المجتمع المدنى بتلقى تمول أجنبى، حيث طرح عددا من المطالب التى يتعين تنفيذها قبل البدء فى إبداء أى مرونة فيما يتعلق بتلك القضية. وطالب الوفد كذلك بضرورة المضى قدما فى توقيع اتفاق التجارة مع الجانب المصرى، والكف عن المماطلات فى تنفيذ الوعد الذى قطعته واشنطن على نفسها لإبرام هذه الاتفاقية إبان عهد النظام السابق وبعد الثورة فى إطار ما أعلنه الرئيس الأمريكى باراكا أوباما عن حزمة المعونات المقدمة لدول "الربيع العربى". وتسعى القاهرة جاهدة لاستغلال مأزق واشنطن وسعى الإدارة الأمريكية لانتزاع تعهدات جدية منها بدعم مصر فيما يتعلق بالمفاوضات الدائرة مع صندوق النقد الدولى لإقراض مصر 3،2 مليار دولار لسد العجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة. إضافة إلى ذلك، تتمسك مصر بضرورة تدخل واشنطن لدى دول الخليج العربى للإفراج عن المعونات التى تعهدت بتقديمها إلى مصر فى إطار دعم الثورة ، خصوصا المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والكويت فى ظل ما تردد عن ضغوط مارستها واشنطن على هذه البلدان لتجميد دعمها لمصر الثورة . ودخل الوفد العسكرى فى سجال كبير خلال محادثاته حول ضرورة التوصل لتسوية بشأن تمويل مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر، إذ طالب بإخضاع المعونات المقدمة لقنوات رسمية، أو إبلاغ السلطات المصرية بحجم هذه المعونات والجهات المقدمة لها وأوجه صرفها، لاسيما أن الجانب الأمريكى مازال يواصل رفضه لوجود إشراف مصرى كامل على توزيع الأموال الأمريكية المقدمة لمؤسسات المجتمع المدنى مما يفرض على الطرفين الوصول لتسوية لهذه الأزمة. من جانبه، أقر السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق لشئون الأمريكيين بأن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة تمر بأزمة حقيقية تتجاوز أزمة النشطاء الستة فى ظل رفض القاهرة للنهج الذى ترغب واشنطن فى فرضه على سير علاقات البلدين. وأضاف فى تصريح ل "المصريون": أعتقد أن أزمة النشطاء كانت مجرد ستار لأزمات أخرى مثل الضغوط الاقتصادية الأمريكية على مصر وثقلها لدى دول الخليج لوقف معوناتها لمصر والتلويح بورقة المساعدات العسكرية وهو ما أوصل علاقات البلدين للنفق المظلم. متوقعاً التوصل لتسوية قريبة لهذه الأزمة خصوصا أن وصول التوتر لأعلى سقف يضر بمصلحة الطرفين معًا.