محاولة اغتيال (سياسي) يتعرض لها الدكتور محمد البرادعي الذي يعد الأن (حلم التغيير) لدى قطاعات عديدة من المصريين الحالمين بمستقبل أفضل من هذا الواقع المظلم. الاغتيال (سياسيا) هو (موضة) هذا العصر .. فالتصفية الجسدية و العنف أاصبحا (موضة قديمة) و حل محلها الآن التصفية (السياسية) فهي أكثر نظافة (ظاهريا) فقط، فلا يراق من خلالها الدماء ولا يتم فتح تحقيق جنائي فيها، إلا أنها في الحقيقة أكثر قذارة ودناءة بل وسفالة!! والاغتيال السياسي بإختصار هو ترتيب فضيحة أو تلفيق تهمة لشخص ما لجعله ينهار سياسيا و أدبيا، و يسقط من نظر مؤيديه ومناصريه والمؤمنين به وبأفكاره، ويصبح شخص غير لائق سياسيا وأخلاقيا للعب أي دور سياسي أو اجتماعي في المجتمع، ومن ثم تبدأ حملة من (التشنيع) و (تلقيح) الكلام بقيادة رؤساء تحرير صحف معروفة بالإسم، وجالسون في أماكنهم للعب هذا الدور فقط. حدث هذا من قبل مع الكثيرين وأغلبهم من السياسيين وكلهم من الشخصيات المعارضة للنظام .. دكتور أيمن نور تم اغتياله سياسيا عن طريق قضية (توكيلات) حزب الغد، والتي زجت به في السجن بعدما حكم عليه بالسجن 5 سنوات. حدث أيضا هذا مع الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون والذي تم تلفيق تهمة الإساءة لسمعة مصر وتلقي أموال من جهات أجنبية أجبرته على السفر للولايات المتحدةالأمريكية، والبقاء بها لفترة طويلة خوفا من الزج به في غياهب السجون. ولأن الدكتور محمد البرادعي شخصية دولية مرموقة، ويتمتع بحصانة دولية تجعل "المساس" به و تلفيق القضايا له دربا من الجنون، وعملا قد يفتح أبوابا من الجحيم على النظام الحاكم قد لا يقدر على ردها، فلقد تفتق ذهن محترفي ومخططي هذا النوع من العمليات على وسيلة جديدة لاغتيال شخصية بحجم ووزن الدكتور البرادعي بشكل لا يحرج النظام أمام المجتمع الدولي، بل يحرج البرادعي شخصيا داخليا أمام مؤيديه والحالمين بالتغيير على يديه!! مجموعة صور خاصة بالدكتور البرادعي وأسرته تم تسريبها إلي الإنترنت لا أعلم كيف .. الصور كلها تمس الحريات الشخصية للدكتور البرادعي وأسرته وبالتحديد ابنته .. صور حفلة زواج ابنته على شاب إنجليزي....و صور لإبنته على شاطىء البحر (بالمايوه) .. و صور حفلة يحضرها الدكتور البرادعي وعلى مائدته بعض المشروبات التي يقول من سرب هذه الصور أنها خمور! طبعا الصور التي تم تسريبها الهدف منها إبراز الدكتور البرادعي وأسرته في صورة من لا يكترث بتعاليم الدين الإسلامي الذي يحرم زواج المسلمة من غير المسلم، بل أن من قام بتسريب هذه الصور إدعى ان ابنة الدكتور البرادعي ملحدة أساسا، و لا اعلم على أي اساس افترض أن هذا الشاب الأجنبي غير مسلم..؟! كذلك فإن من وجهة نظر أصحاب هذه الحملة انه لا يجوز لرجل يريد أن يصبح رئيسا لدولة إسلامية كبرى كمصر أن ترتدي ابنته (مايوه)!! وهل حكام الدول العربية و الإسلامية الحاليون والسابقون وأبنائهم وبناتهم وحاشياتهم وأبنائهم واقاربهم من أولياء الله الصالحين؟! وهل قدرة البرادعي على حكم مصر أصبح مشكوكا فيها لأن ابنته ترتدي (المايوه) في حمام السباحة؟! منتهى التفاهة و السطحية!! الدكتور البرادعي رجل كان يعمل في منصب دولي كبير وعاش فترات طويلة من حياته خارج مصر، وبالتالي حضر ومازال يحضر الكثير من الاحتفاليات التي يتم تقديم الخمور فيها .. و لكن هل يحتسي الخمر فعلا أم لا.. هذا هو السؤال! و هل جميع رجالات الحكم السابقون والحاليون لا يشربون الخمر؟! و من يستطيع أن يجزم إن كانوا يشربون الخمر أم لا؟! و بفرض أن الدكتور البرادعي يحتسي الخمر وابنته (تعوم) بالمايوه .. ما علاقة هذا بما يطرحه من أفكار للتغيير الذي لا ينكر أي منصف غير ذي غرض من حاجة مصر الماسة إليها، إذا كنا نريد لهذا الشعب أن يعيش و لهذا البلد أن تستمر. ما هي العلاقة بين تصرفات الدكتور البرادعي الشخصية أو ظروفه العائلية وبين أفكاره الداعية للإصلاح و التقدم لهذا البلد الذي يمر بهذه الظروف القاسية؟! المثير للدهشة انه عندما يتم طرح (الأخوان المسلمين) كبديل لحكم مصر يخرج من يصرخ مطالبا بفصل الدين عن السياسة .. وسط حوارات عن الدولة المدنية ... إلخ إلا أنه عندما يصل الأمر للدكتور البرادعي يتحول الحديث إلى ضرورة أن يكون الحاكم مسلما متدينا لا يحتسي الخمر ولا ترتدي (بناته) المايوه!! خلاصة القول إن تسريب صور شخصية لأي شخص على الإنترنت بدون موافقته يعتبر عملا خسيسا بكل المقاييس و يزداد الأمر خسة وحقارة عندما يكون الغرض وراء ذلك تشويه سمعة شخص كل خطيئته أنه يريد إصلاح هذا البلد وانتشالها من أزماتها التي تستفحل يوما عن الآخر. وإذا كان نشر الصور الشخصية يعتبر عملا سياسيا مشروعا فليتم نشر الصور الشخصية للجميع .. و لتصبح الحياة الشخصية لأبناء وبنات الساسة جميعا مستباحة بما فيها من خبايا وأسرار ربما تفوق في ما سوف تحدثه من أثر تأثير (مايوه) أو (زجاجة ويسكي)...!!! ملحوظة أخيرة: بالطبع لدي كل الصور الخاصة المتداولة حاليا لأسرة الدكتور البرادعي لم أنشرها هنا في المدونة إحتراما للخصوصية على الرغم من إيماني الكامل بأن "ناقل الكفر ليس بكافر"!!