أنت من الأحرار يا وائل

والله كان راجل طيب وأمير !!.. عن وائل الإبراشى أتحدث.. طبعا حضرتك عرفت إنه اتحول ل«الجنايات» بتهمة أنه يحرض الناس على عدم تقديم إقرارات الضريبة العقارية.. وحضرتك طبعا عرفت أن المادة المستخدمة فى قرار الإحالة مادة مولوتوف تجعل الحبس وجوبى... هل تعلم عزيزى القارئ أن الإبراشى هو أول من قدمنى ككاتبة ساخرة؟..
لذلك أشعر تجاهه بامتنان وعرفان عميقين.. وسبحان الله كان أيامها على وشك دخول السجن أيضا.. واضح إنها معرفة ما يعلم بها إلا ربنا!.. وياما نصحته وقلتله سيبك من المعارضة دى وأقعد فى بيتك جنب مراتك وبنتك وخلفلك حتة واد يخاوى البت.. لكن نقول إيه بقى..عامل فيها «على» اللى ضحكوا عليه وقالوله إنه من الأحرار!..
ولكنى لست أفهم: ما هو الداعى لكل تلك القضايا على الصحفيين والكتاب؟ ما يقفلوا جميع الجرائد المستقلة والفضائيات ويخلصوا بدلا من أن يحَلّقوا على أصحاب الرأى واحد واحد مثل الذى يحلّق على الفرخة فى العشة ليذبحها..
وفى ظل قانون الطوارئ أصبحنا فى هذا الوطن فراخ! كاك كاك.. حضرتك بتكاكى كام مرة فى اليوم؟ مش كفاية.. لازم تتمرن أكثر.. ولأنه لابد أن نذكر محاسن موتانا، يجب أن أذكر أن وائل الإبراشى ابن ناس بجد وليس مُحدِثا، لهذا فهو دائما يجيب على تليفوناته.. ولأنه راق ومش غلاّوى فهو بعيد تماما عن الدسائس المهنية ولا يعنيه إطلاقا زميله بياخد كام.. كاك كاك.. ولأنه أصيل كان الله يرحمه، لا يتأخر عن نصحى ومساندتى أول ما أقول «جزر»، مما جعل غلاوته عندى من غلاوة ميكى وبطوط.. ومن جدعنته كان الله يرحمه لما أحكى له عن أى شىء كان يشيله فى بئر غويييييييط مايطلعش تانى أبدا..
لذلك بافكر جديا أطلب أذيع برنامج «الحقيقة» من بعده.. برضه الحى أبقى من الميت.. كاك كاك... ولكن هذا لا يمنع أنى حضرت اجتماع رؤساء التحرير الذى تم الأسبوع الماضى للتضامن معه.. أيوه يا سيدى عارفة إنى مش رئيس تحرير لكنى حضرت غلاسة، عندك مانع؟ ولا أريدك أن تتصور أننى ذهبت لأتضامن معه لا سمح الله، أنا بصراحة ليس لى فى السياسة ولا أنا حِمل نيابة وتحقيقات.. كاك كاك.. أنا أصلا لن أتحمل كف واحد على وجهى، أنا كفاية عليا بصّة واحدة من الباشا الضابط هانهار واعترف على زملائى.. هاعترف بإيه؟
أهو هاعترف وخلاص.. ما تقعدليش عالكلمة كده.. كاك كاك.. هو مش برضه البيه صلاح نصر منتظر نتيجة التحقيقات فى الأوضة جوه؟.. كاك كاك.. لذا فقد ذهبت لاجتماع التضامن مع وائل، فقط لكى ألقى عليه النظرة الأخيرة وأُمَلى عينى منه.. أصله هيوحشنا والله.. ياللا بقى.. أخد الشر وراح.. يا جماعة المقالة طولت، حد يجيب عصير للبيه صلاح نصر جوه علشان زهق وشغلوا له فيلم «الكرنك» يسليه.. كاك كاك... بس بلاش والنبى يشوف الحتة بتاعة فرج.. كاك كاك كاك كاك.. وطيلة اجتماع رؤساء التحرير كنت أتابع نقاشهم فى تعجب من حماسهم لأنى كنت أعتقد أنهم المفروض يجيبوا فقى يقرأ..
وتعجبت أيضا من هذا الشاب الذى دخل علينا بصينية عليها أكواب الشاى بينما أعتقد أنه كان المفروض يدخل بقهوة سادة.. بيقولك الشاى والبن هما الوحيدين الآن اللى مفيهمش دود، يعنى ممكن تعمل عليهم أحلى فتة.. كاك كاك... عموما، الحمد لله إنها هترسى مع وائل على السجن فقط، أحسن ما كنا نفاجأ باتنين مخبرين يخطفوه ويهشموا رأسه فى الرخام ثم نقرأ بعد ذلك فى الجرائد بياناً رسمياً أن والدة وائل الإبراشى تقول إن ابنها كان يدخن الحشيش!