الصحافة الإنجليزية: منتخب «الأسود الثلاثة» سيئ وضعيف كالعادة.. ومدربه بلا فكر.. والنتيجة هى الصدمة

ذكرت الصحف البريطانية أنه عندما وصف أسطورة الألمان فرانز بيكنباور طريقة لعب المنتخب الإنجليزى بأنها «بالية» وتقوم على المفهوم البدائى «اركل واركض»، كان يمس وترا حساسا، ليس فى فخار الإنجليز الرياضى البريطانى وحده وإنما فى فخارهم الوطنى أيضا. ورد الإنجليز عليه قائلين إن الفوز هو المهم وليس طريقة اللعب.
والفوز هو ما وعدوا به أمام الجزائر بعدما اعتبروه فى مقام «حقهم الإلهى» وأن الأمر تعدى إيمانهم بالفوز على «ذلك المنتخب الصحراوى» إلى عدد الأهداف التى سيسجلونها فى شباكه. وكان هناك شبه إجماع على أن الفوز لن يكون بأقل من أربعة أهداف نظيفة. ولم يقفوا عند هذا الحد بل قالوا إن رونى وحده سيسجل هدفين، وأعطوا هدفا لكل من ستيف جيرارد وفرانك لامبارد.
لكن الرياح جاءت عكس التوقعات، فراحت الصحافة الصادرة تلعن المنتخب وتنظر بعين السخط إلى مدربه الإيطالى فابيو كابيللو. وربما أن بيكنباور كان على حق. وربما كان الطالع سيئا، لكن لا أحد وسط سائر المعلقين انتبه إلى أن المنتخب الجزائرى لم يكن على الإطلاق ذلك الحائط القصير الذى أرادت إنجلترا القفز فوقه إلى تصفيات النهائيات، بل ربما كان الأجدر بالفوز كما قالت الصحف فى العديد من الدول الأوروبية الأخرى.
وأجمعت الصحف على أنه مازال المنتخب الإنجليزى يملك القدرة على الصدمة رغم أنه عودنا على أدائه الضعيف. كنا نعلم أن أداءه سيكون سيئا، لكنه يصدمنا الآن بدرجة السوء.
ومرة أخرى تخوض هذه التشكيلة الفاشلة ومدربها الذى يتقاضى 9 ملايين دولار فى العام مباراة أشبه بمسرحية هزلية ساخرة، وبعد التعادل المخجل مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضى، هل كنا نتوقع حقاً تكفيراً حقيقياً عن الخطايا أمام منتخب كالجزائر؟
وسؤال آخر: هل يتذكر أحد وين رونى؟ وأضافت الصحف أنه يبدو أننا لا نتعلم. فحتى بعد التعادل مع الجزائر، سنتوقع أن يتغلب المنتخب الإنجليزى على سلوفينيا، الأفضل كثيرا من الجزائر، كى يصل إلى تصفيات النهائيات، وحتى فابيو كابيللو أقر بأن اللاعبين بدوا كأنهم يرتدون قمصانا ثقيلة.
ونتفق معه بعد هذا الأداء المزرى ونضيف أن القمصان، ربما كانت محبوكة من الرصاص. وإلا لماذا كان وين رونى يجاهد لرفع كتفيه إلى مستواهما الطبيعى؟ المنتخب القومى كان خائفا. رائحة الخوف كانت تفوح فى الملعب وكان باستطاعة المرء شمها حتى من آخر صفوف المقاعد الخلفية.
وقد بدأ المنتخب مضطرباً ومتوجساً خيفة، وبدا فابيو كابيللو كرجل يفتقر إلى أى فكرة خلاقة، والنتيجة هى الصدمة، ويجب أن يقال إن حسن الطالع وحده هو الذى أنقذ الفريق الإنجليزى من الكارثة. فقد أظهر المنتخب الجزائرى أنه ملم بمبادئ اللعبة، ولولا عجزه عن تهديد مرمى ديفيد جيمس لصرنا فى خبر كان.
وأشارت الصحف إلى أن أداء إنجلترا كان مثل محاولتك النفخ فى بوق فوفوزيلا بعد تعرضه لوطء آلاف الأقدام، وكانت تعابير الامتعاض والألم التى بدت على وجه الأميرين وليام وهارى وسط المشاهدين أبلغ تعبير عن مشاعر الأمة وتبدد إيمانها فى قدرة المنتخب الإنجليزى على رفع رأسها عاليا، بل إن اليأس بلغ ببعض المشجعين الذين قطعوا قرابة 10 آلاف كيلومتر لمشاهدة إنجلترا حد مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة. ولم لا؟
كيف يمكن لإنجلترا أن تكون بهذا المستوى المحرج أمام خصم لا شأن له كالجزائر؟ وفى يوم يصادف مرور 70 سنة على خطاب ونستون تشيرشل التاريخى مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تعجز «الأسود الثلاثة» (شعار المنتخب الإنجليزى) عن الزئير ولا تقوى إلا على إصدار صوت أقرب شىء إلى الأنين.
آمال إنجلترا معلقة الآن بين السماء والأرض بعد تعادلها المخزى بدون أهداف مع الجزائر، لم يتغير شىء غير الحارس، لم يتغير الأداء ولم تتغير النتيجة، ولم يتغير أيضا إيماننا بأن منتخبنا يعد بالكثير ولا يفى بشىء، إذا خرج هذا المنتخب من هذه الدورة فليطرد فابيو كابيللو فوراً.
بدأ مصير المنتخب الإنجليزى يتضح بعد هذا الأداء، الأسوأ على الإطلاق فى عامين ونصف العام تحت إدارة فابيو كابيللو، أين المنتخب الذى هزم خصومه ليتأهل إلى منافسات كأس العالم 2010؟ أين المنتخب الذى هزم الجميع من أندورا إلى كرواتيا وأوكرانيا؟ وكأن كل هذا لا يكفى، فقد أساء وين رونى إلى مشجعى الأمة الذين قطعوا كل تلك المسافة إلى جنوب أفريقيا للوقوف خلفه ورفاقه.