وصلنا الدنمارك فى ظروف استثنائية، غير مرتبطة بالسياسة لكنها مرتبطة بالطقس، حيث رأى الخمسة ملايين دنماركى الشمس لأول مرة منذ 6 شهور، فى الثانى من يونيو، اليوم الأول لجدول أعمالنا المكثف الذى أعدته نهى النحاس وكاترين نيلسن، من معهد الحوار المصرى الدنماركى، واستمر سطوع الشمس أيضا طوال أيامنا الخمسة فى كوبنهاجن أو فى مدينة أورهوس التى تبعد نحو 400 كيلو متر عن العاصمة والتى يمثل الأجانب نسبة 70% من سكانها، واستطاع دنماركى من أصل فلسطينى واسمه أحمد ربيع سيد أحمد أن يفوز بمنصب نائب رئيس المجلس البلدى فيها. غير أن الحديث عن الشمس لم يمثل لنا، نحن الوفد الإعلامى العربى الذى تربى تحت سخونتها ووهجها طوال شهور العام، إلا نوعا من المجاملة لعدد من المسؤولين الدنماركيين الذين جهزوا لنا معلومات عديدة حول الاندماج وقضايا العرب والمسلمين هناك، وكذلك حول مشروع أول مسجد جامع للمسلمين فى العاصمة كوبنهاجن، وموقف القيادات السياسية المختلفة منه، بمن فيهم قيادات الكنيسة اللوثرية البروتستانتية. واللافت للنظر فى الرحلة، أن تنظيمها تواكب وتقاطع مع أحداث ووقائع عديدة تشهدها الدنمارك، فكنا شهودا على نهايات الاحتفال بالعيد السبعين لميلاد الملكة مارجريت الثانية، وكذلك الاحتفال باليوم السنوى للدستور الذى أقر فى 1849 مبدأ الحرية الدينية، كما شاركنا فى مظاهرتين حاشدتين أمام مبنى البلدية لنصرة القضية الفلسطينية وشجب الممارسات الإسرائيلية ضد أسطول الحرية.