فتيات يخشين إجبارهن على ارتداء الحجاب وأخريات يرفضن الخروج خوفاً من المضايقات

لم يعد مستغرباً فى الفترة الأخيرة، أن توقف فتاة منتقبة، أخرى غير محجبة، فى الشارع لتحثها على ارتداء الحجاب، سواء بكلمات هادئة أو غاضبة، تحمل فى طياتها أحياناً تهديداً صريحاً، ما دعا حزب الحرية والعدالة، إلى إصدار بيان ينفى فيه صلته بكل من يتعرض للفتيات ويهددهن فى الشوارع، لكن الأمر تحول بالنسبة للكثيرات لخوف حقيقى من الأيام المقبلة. «هو فيه إيه ممكن منخافش منه بعد تولى الإخوان؟
كل حاجة يتخاف منها».. هكذا قالت سلوى مدحت -24 سنة- حاصلة على بكالوريوس إرشاد سياحى، ردا على تساؤل حول مخاوف الفتيات من وصول ممثل جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وتوضح سلوى وجهة نظرها قائلة: «المشكلة إن الإخوان حيفتحوا الباب للسلفيين والمتشددين لممارسة تعصبهم، ودول هيبقوا شايفين إن الجو مهيأ لهم تماماً على اعتبار أننا أصبحنا فى دولة «إسلامية» على حد فهمهم وتقديرهم».
«يمكن الإخوان مش مصدر تخويف، لكن الباب اللى هيفتحوه هو اللى مرعب، الأمر وصل لدرجة إن واحدة صاحبتى مش محجبة، قالت لى: إنها خايفة تنزل من بيتها تيجى عندى عشان محدش يضايقها فى الشارع بعد المضايقات اللى سمعنا إن المنتقبات والملتحين بيمارسوها على الناس فى الشارع.»
«أنا فى قمة الرعب من موجة التكفير اللى هتغرقنا وتسود البلد الفترة اللى جاية حتى لو حرص الإخوان أنفسهم على عدم حدوثها، لكنها ستحدث بسبب المتشددين اللى انتظروا السلطة لفترات طويلة، وأتت فرصتهم التى لن يضيعوها».
ترى ريهام إسماعيل – 24 سنة- أن الخوف من الإخوان ليس لأسباب دينية، وتقول «الإخوان مش هيمارسوا أى إجبار دينى من أى نوع، وواقع خبرتنا معاهم بتقول إنهم بيستغلوا (الشكل) الدينى لكسب ود الناس البسطاء وتعاطفهم لتحقيق مكاسب سياسية».
وتضيف «ريهام»، الحاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، وتعمل مترجمة فى إحدى الشركات الخاصة «أنا متأكدة إن الإخوان مش هيفرضوا علينا شكل حياة معين، لأننا شعب الأغلبية العظمى منه متدينة تنبذ التعصب بشدة، واعتدنا على شكل حياة مش هنغيره، محدش هيقدر يجبرنا مثلاً إننا نعمل أفراحنا على نمط الأفراح (الإسلامية) اللى عرفناها فى السنوات الأخيرة».
«كل خوفى من تولى الإخوان الحكم متمثل فى إن محدش هيقدر يعترض على أى قرار أو إجراء يتخذونه، لأنهم بالجرأة التى تجعلنا لا نستبعد عنهم أن يجعلوا معارضتهم فى أى قرار يتخذونه، هو خروج عن الدين نفسه، وإحنا معملناش ثورة وعرضنا حياتنا للخطر، وكنّا على استعداد للموت عشان فى الآخر نجيب نظام يعتبر المعارضة خروجا على الحاكم».
وتلخص ريم فتحى – 32 سنة مهندسة كهرباء - مخاوفها من الإسلاميين بقولها: «كل رعبى من الإخوان هو الإجبار» تضيف قائلة: «أنا أختى مش محجبة وخايفة يجبروها على الحجاب لأنها مش عاوزة، ورغم كونى محجبة فإنى مش هاقبل إن أختى تتحجب غصب عنها، عشان تاخد قرار زى ده لازم يبقى بإرادتها وبحريتها التامة، كمان أنا خايفة إنهم يحصروا مجالات عمل المرأة فى مجالات معينة ويحرموا عليها الأعمال الأخرى، خايفة إنهم لو سمحوا بخروج البنات من البيت يقولوا إنهم لازم يرجعوا البيت فى وقت معين، ويمنعوا الخروج بعد الوقت ده».