«النهضة» التونسية تعقد أول مؤتمر علنى فى تاريخها

وسط مجموعة من التحديات، عقدت حركة «النهضة» الإسلامية التى تقود الائتلاف الحاكم فى تونس،الاربعاء مؤتمر انتخابى علنى لها منذ تأسيسها، بهدف اختيار زعيم للحركة، وسط توقعات بأن يدعم ذلك المؤتمر صورتها كحركة إسلامية معتدلة، خاصة أن أداءها يمثل اختباراً لحكم تيار «الإسلام السياسى» الذى أفرزته رياح «الربيع العربى».
وأصبحت حركة «النهضة» أكبر قوة سياسية فى تونس منذ فوزها فى انتخابات «المجلس التأسيسى» العام الماضى بأكثر من 40% من المقاعد.
ومن المقرر أن يتم خلال المؤتمر، الذى يستمر 4 أيام والذى وصفته الصحافة المحلية بأنه «حدث تاريخى»، انتخاب قيادات جديدة للحركة تشمل الرئيس والأمين العام وأعضاء المكتب التنفيذى، إلى جانب تحديد الاستراتيجيات السياسية والاجتماعية التى ستنتهجها الحركة فى الفترة المقبلة، وتصوراتها لمكانة الدين فى المجتمع.
ومن المنتظر أن يتم ترشيح رجل الدين المعتدل راشد الغنوشى، الذى يرأس الحركة منذ عام 1991، للمنصب ذاته مجدداً، مع طرح أسماء أخرى أكثر تشدداً من بينها الحبيب اللوز والصادق شورو اللذان أيدا إدراج الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد، الأمر الذى رفضه الغنوشى. ويرجح مراقبون وأعضاء من «النهضة» الإبقاء على الغنوشى (71 عاما) رئيساً للحركة لدوره «التوافقى» فيها، معتبرين أن بقاء الغنوشى على رأس الحركة سيمكنها من استمرار نهجها المعتدل، فى الوقت الذى يخشى فيه البعض من أن تصبح الحركة أكثر تشدداً حال فوز أحد القيادات من جناح الصقور.
وفى الوقت الذى تشهد فيه تونس توتراًً بالفعل بين «الإسلاميين» والمعارضين، قد يساهم فوز قيادة متشددة بزعامة «النهضة» فى تأزم العلاقة أكثر مع الجانب العلمانى الذى يرى أن قيم الحداثة أصبحت مهددة بالفعل منذ وصول الحركة للسلطة. ويرى المحلل نبيل زغدود أن «أهمية المؤتمر تكمن فى أنه سيحسم الصراع بين التيار المتشدد والمعتدل داخل الحركة.. فإما استنساخ التجربة التركية أو الاتجاه نحو أفغنتها» (نسبة لأفغانستان). كانت حركة النهضة قد تأسست عام 1972، وبعدما كانت محظورة فى عهد الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن على، حصلت «النهضة» على ترخيص للعمل القانونى بعد أقل من شهرين على الإطاحة بنظام زين العابدين بن على فى يناير2011.
ويحضر المؤتمر عدة شخصيات عربية بارزة، مثل خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» ومصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالى الليبى.