اتهم المشاركون فى المؤتمر الثالث لمناهضة التمييز الدينى «الإعلام الرسمى» بزرع الفتنة الطائفية والتشجيع على التمييز الدينى. وأشاروا، خلال المؤتمر الذى عقد أمس بحزب الجبهة ونظمته مجموعة «مصريون ضد التمييز»، إلى افتقاد كثير من وسائل الإعلام فى مصر المعايير المهنية فى التعامل مع قضايا الأقليات الدينية. قال الكاتب الصحفى الدكتور وليم ويصا إن الإعلام الرسمى فى مصر «ليس حراً» ويتبنى وجهات نظر النظام الحاكم باستمرار منذ يوليو 1952 وتحول إلى جهاز دعائى للنظام وتجاهل قضايا الأقليات، خاصة الأقباط، مشيراً إلى تجاهل جميع الصحف فى مصر حادث الكشح عام 1988 فيما عدا جريدتى «وطنى» و«الأهالى»، واكتفت الصحف القومية بنشر تصريحات لأقباط من المعينين بمجلسى الشعب والشورى لا علاقة لهم بالقضية أو الحادث. وأوضح أن هناك ما يسمى «النشر السلبى»، تقوم خلاله الصحف القومية باجتزاء فقرات من تقارير حقوقية وتقدم تعليقات وردوداً عليها دون نشر نص التقرير. قالت الكاتبة الصحفية كريمة كمال: «إن ما يتم نشره حول قضايا الطائفية والأقليات ليس اتجاهاً لكاتب بعينه أو مؤسسة صحفية محددة.. لكنه بين كل هذه الأمور، فغالبية المؤسسات تضع إطاراً لما يمكن أن تتعرض له من قضايا، وفقاً لاتجاهاتها السياسية. وأضافت أن بعض الصحف تورط فى تشويه قضايا الأقليات حتى أصبحت هناك «أكلشيهات» وكلمات ثابتة تستخدم مثل «أقباط المهجر» فى محاولة لتشويههم. وتابعت أن الصحف القومية تعلن دائماً مع كل حادث أنه لا طائفية فى مصر وفى حادث نجع حمادى، مع خطورته، تصورنا أنه سيتم تغيير هذه النغمة ولم يحدث ذلك. وأشارت إلى وجود بعض الصحف تتعامل مع الملف الطائفى بمبدأ التخوين والعمالة لكل من يتحدث فيه، وأكدت رفضها التعتيم على القضايا الطائفية لأن حلها لن يتم إلا بالمواجهة.
