فى عام 1954 كان اللقاء الأول بين فاتن وعمر الشريف من خلال فيلم (صراع فى الوادى). كانت فاتن لا تزال زوجة للمخرج عزالدين ذوالفقار، وكان مخرج الفيلم يوسف شاهين قد عرض على صديقه وزميل دراسته فى كلية فيكتوريا فى الإسكندرية ميشيل شلهوب (عمر الشريف فيما بعد) بطولة الفيلم بعد أن رفضت فاتن مشاركة شكرى سرحان لها، فى حين لم تعترض على عمر الذى كان قد تخرج فى الكلية ويعمل فى شركات والده، تاجر الأخشاب المعروف آنئذٍ. وتطلب أحد مشاهد الفيلم «قبلة» بين فاتن وعمر، فوافقت فاتن على تصوير المشهد- رغم رفضها الدائم لتلك المشاهد فى أفلام سابقة- مما أغضب الزوج عزالدين ذوالفقار وتسبب فى حدوث الطلاق. وفى تصريح سابق لفاتن أكدت أن علاقتهما تدهورت لأنها اكتشفت أنها كانت علاقة تلميذة مبهورة بحب الفن وانجذبت ل «أستاذ» يكبرها بأعوام عديدة. كان زواجها من عمر الشريف عام 1955 بعد إشهار إسلامه هو الثانى فى حياتها، وكانت قد أصبحت نجمة شهيرة، بينما لا يزال هو وجها جديدا، وما زالت صورة فاتن بثوب الزفاف الأبيض إلى جوار عمر ببدلته السمراء هى الأشهر بين صور الفنانين المتزوجين حتى الآن، وظل الاثنان سنوات طويلة صيداً لمطاردات المصورين فى كل مكان تواجدا فيه معا، وإذا كانت علاقتهما قد أصبحت مادة دسمة للصحافة، فقد ظلت فى طى الكتمان حتى عند انفصالهما عام 1974، بعد 19 عاماً، وحافظ الطرفان على مساحة الاحترام بينهما من أجل ابنهما الوحيد «طارق»، الذى نشأ وترعرع فى كنف والده، وقد تردد فى الصحف الفنية وقت زواجهما أن غيرة فاتن وافتقادها الدائم لعمر بسبب سفره المتكرر لتصوير أعماله فى الخارج كانا وراء الانفصال. وقبل الانفصال كان الزوجان يقيمان فى عمارة «ليبون» فى الزمالك، وكانت ابنتها نادية (من زوجها السابق عزالدين ذوالفقار) تؤنسها فى وحدتها، حيث كانت حريصة على تربيتها بعيدا عن التأثر بأنها ابنة لفنانة شهيرة. وفى الوقت الذى كانت فاتن تؤكد فيه أنها سعيدة مع عمر وأنها تعيش فى حلم لا تريد أن ينتهى، قالت فى حوار صحفى ردا على سؤال عن غيرتها الشديدة عليه أثناء تصوير فيلم (أكثر من معجزة) أمام الإيطالية صوفيا لورين: «لو كانت خطافة الرجالة إليزابيث تيلور هى البطلة أمامه لكنت شعرت بالغيرة، لكن صوفيا أقل النساء خطرا على الشباب لأنها تحب زوجها كارلو بونتى كثيرا. وفى أوروبا رجال أكثر وسامة وجاذبية من عمر، فى حين لا يوجد مثيل لفاتن، وبالتالى فعمر هو الذى يجب أن يخاف وليس العكس». وأضافت: «أخاف على عمر من اللائى يعملن معه فى أفلامه فى القاهرة، لأن كثيرا منهن يحاولن اختطافه، وأخريات يحاولن إغواءه فقط لإغاظتى». والمثير أن عمر يؤكد دائما فى حواراته أن فاتن تظل الحب الحقيقى والوحيد فى حياته رغم الكم الهائل من النساء اللائى عرفهن.