عالم فريد مغلق على «أصحاب المعرفة والحقيقة» يضم 15 مليون مواطن، حسب المجلس الأعلى للطرق الصوفية.. رجال ونساء وأطفال فى 77 طريقة صوفية معترف بها يقيمون علاقات خاصة مع السماء، علاقات ينظمها «دستور العارفين» وتجمعها «الألفة» مع «الولى» والارتباط ب«الضريح» وأصحابه، وإخفاء «الكرامات» وأملهم الوحيد الوصول إلى «طريق النور». فى هذا المجتمع الذى ظل ساكنا منذ قرون ثمة تغيرات تحدث، شباب من «مواليد الإنترنت» يبدأون إنشاء منظومة صوفية جديدة تلغى قاعدة «الطاعة العمياء» من المريد لشيخه، ليبدأ النقاش داخل المجتمع الصوفى. يعيش هذا المجتمع حاليا حالة من الغليان، بدأت مع تولى عبدالهادى القصبى رئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية، لتتطور بعد ذلك لمواجهات واحتكاكات مع أجهزة الدولة، خاصة بعد قرار وزارة الصحة تقليص عدد حضور مولد السيدة زينب، خوفا من انتشار أنفلونزا الخنازير، ونهاية بقرار وزير الأوقاف منع «حلقات الذكر» فى المساجد، لأسباب أمنية. فى هذا الملف ترصد «المصرى اليوم» كواليس مجتمع الصوفية من الداخل، وتبحث مع «المريدين» عن خريطة «العشق الإلهى». فى الملف أيضا الوجه الآخر للتصوف، نساء يشاركن فى المشهد الصوفى العام ويحلمن ب«الأمان» من «الولى» مباشرة، وأضرحة تمثل البنية التحتية للتصوف لا تجد من ينقذها من مياه الصرف الصحى وعدم اكتراث المواطنين.