من خلال عدد كبير من الشخوص والأماكن والأحداث، يقدم الكاتب فهمى عبدالسلام رصدا عميقا للعديد من القضايا الاجتماعية، من خلال مجموعته القصصية «صاحبى الذى ضل.. صاحبى الذى غوى» الصادرة مؤخرا عن دار الدار. يستعيد الكاتب آليات السرد المميزة لفن القصة القصيرة بكل بهائه وتميزه، ليعيد اكتشاف هذا الفن، فى ظل طغيان الرواية على الساحة الأدبية، ويستعرض من خلال القصص السبع، حياة المهمشين والمنسيين، كما يتطرق أيضا لبعض التفاصيل من مجتمع النخبة ممثلا فى حكايات من كواليس العمل بالمستشفيات، كما يظهر فى القصة التى تحمل المجموعة عنوانها، أو قصص تختلط فيها الحقيقة بالخيال والمأساة بالسخرية، كما يظهر فى «عشتروت» أو«كافكا وكفتة». يغلب على المجموعة الحس النقدى للمظاهر الاجتماعية المختلفة، وكأن المؤلف يمارس عمله كطبيب فى الكتابة، ويتعامل مع الشخصيات بمبضع الجراح، فى محاولة لرصد العديد من الأمراض الاجتماعية، والسعى لوصف العلاج المناسب لها. إلى جانب ذلك يبدو الأسلوب الساخر واضحا فى العديد من القصص، بالإضافة إلى التحليل الدقيق والعميق للشخصيات، والتنوع فى النماذج البشرية التى يقدمها الكاتب.