عن مشاكل المثقف، خاصة اليساري، وأزمة النخبة المصرية، تدور المجموعة القصصية "صديقي الذي ضل.. صديقي الذي غوي" للكاتب والطبيب الدكتور فهمي عبد السلام، الصادرة حديثا عن دار "الدار"، التي ناقشتها اللجنة الثقافية بحزب التجمع مساء الاثنين الماضي. تحدثت في الندوة الكاتبة الصحفية عبلة الرويني قائلة: "تحتوي المجموعة علي سبع قصص كتبت خلال عامي 2007 - 2008 لكنها مكتوبة قبل ذلك بزمن كبير، حيث تدور أحداثها في أوائل الثمانينيات، أي في نهاية حكم السادات، ويقوم المؤلف برصد الواقع والأماكن الثقافية وغيرها كالأتيليه وريش وغيرها، كما يرصد شخصيات حقيقية نعرف معظمها، وقد سيطر القهر علي جو المجموعة". وأضافت الرويني: في القصة الأولي عشتاروت، يقدم المؤلف - بهدف الكشف - صورة للمثقف اليساري فيها قدر كبير من السلبية والازدواجية والاستغلال، كما يظهر هذا المثقف العدمي والمسلوب في باقي القصص، أما صورة المرأة في المجموعة، فلا تقل انهزاما عن صورة المثقف، حيث تظهر في شكل منكسر ومسلوب، بل إن معظم النساء في المجموعة هن ساقطات، وعلي الرغم من أن أبطال المجموعة مقهورون إلا أن المؤلف علي امتداد المجموعة متسامح ومتعاطف معهم، وإن لم يكن متعاطفا مع المرأة بنفس القدر، خاصة أنه ينظر إليها نظرة أخلاقية، وانتقدت الرويني تركيز المؤلف علي الحكي وعلي صورة أبطاله أكثر من طريقة الحكي نفسها، وما تتطلبه من سرد وتقنيات فنية. وفي تقديمه للندوة قال الكاتب أسامة عرابي: "حفلت لغة عبد السلام بالدلالات والجمع بين المعيش والمحسوس بدون تنميط، وقد استطاع أن يجوس في حنايا مجتمعاتنا، ويقدم سجلا لأحداث عاشها في حياته". وأضاف: "يحيل اسم المجموعة إلي آية من سورة النجم "ما ضل صاحبكم وما غوي" وهو يكشف من خلال القصص الواقع الذي نعيشه ويستنطق المسكوت عنه، لذلك استمد لغته من لغة هذا الواقع، كما أنه ينتقد نموذج المثقف الداعية ولا ينتقد جميع المثقفين، والمكان يحتل لديه حيزا تاريخيا كبيرا. وأكد الدكتور حسين عبد القادر أن المجموعة القصصية يغلب عليها طابع الكوميديا السوداء أو الطابع الميلودرامي قائلا: "يحاول فهمي عبد السلام أن يضع يدنا علي المتناقضات، مستثمرا عهد الصعلكة الذي عاش فيه، لكني أعيب عليه كثرة الأخطاء المطبعية واللغوية".