مفيش حد عارف البلد دى رايحة على فين؟.. هذا السؤال الذى يطاردك أينما ذهبت، ويقفز إلى ذهنك كلما تعرضت لشىء ينغص عليك حياتك.. قد لا تجد إجابة عنه أو ربما تجد إجابة لا تريد أن تقتنع بها فهذا حقك، ولكن أنا وجدت الإجابة ومقتنع بها وستقرأها حالاً وهى: البلد دى رايحة فى ستين داهية طبعاً، أنا مش هقول ليه لأنكم أعلم منى.. ولكن عندى حكايتان تثبتان ذلك: الأولى هى قصة استبعاد الدكتور عصام عبدالله فريد إسكندر – وهو مسيحى الديانة – ويعمل أستاذاً مساعداً بقسم الفلسفة بآداب عين شمس وتقدم للحصول على درجة الأستاذية فى الفلسفة إلى اللجنة العلمية الدائمة، وسلم سبعة أبحاث وتمت مناقشته فى جميع أبحاثه من قبل أعضاء اللجنة العلمية الدائمة، وكانت المفاجأة حيث وصل خطاب مغلق وخاص بترقيته إلى عميد الكلية، وقام بتحويله بدوره إلى مجلس قسم الفلسفة واحتوى الخطاب على تقريرين (وليس تقريراً واحداً كما هو متبع): الأول موقع من مقرر اللجنة العلمية الدائمة د. حسن حنفى، مفاده رسوب الباحث فى كل أبحاثه وعليه أن يتقدم بخمسة أبحاث جديدة بعد عام، ومرفق به درجات الفاحصين الثلاثة للإنتاج وكانت درجات أحد الفاحصين «صفر» فى كل الأبحاث، ولذلك جاء جمع درجات التقارير الثلاثة «ضعيف» ولا يرقى). أما التقرير الثانى وهو التقرير اللغز الذى جاء بعد التقرير الأول بأسبوع وبتوقيع سكرتير اللجنة العلمية الدائمة مفاده: رسوب الباحث فى كل أبحاثه مع وجود (شبهة سرقة علمية) أشار إليها أحد الفاحصين الثلاثة. جاء قرار مجلس قسم الفلسفة بالموافقة على قرار اللجنة العلمية الدائمة مع تحفظ أحد الأعضاء بالقسم وهو عضو فى اللجنة العلمية الدائمة الذى أصر على تسجيل رأيه فى المضبطة وهو ضرورة التأكد من وجود (شبهة سرقة علمية) بالفعل. المثير أن التقرير الثانى هو الذى تم اعتماده، رغم أنه كان يجب فى هذه الحالة من الناحيتين الإدارية والقانونية إصدار قرار من مجلس الجامعة – نتيجة لقرار مجلس الكلية - بتشكيل لجنة علمية محايدة من خمسة أساتذة للبت فى التهمة وتقييم الأبحاث من جديد، وإعلان الباحث بالنتيجة النهائية فى غضون ستين يوماً، ولكن هذا لم يحدث وما حدث عكس ذلك تماماً، فقد أعادت الجامعة التقرير إلى لجنة الترقيات من جديد (لتصبح هى الخصم والحكم فى الوقت نفسه). ويبقى سؤال فى هذه القصة: طالما أن هذا الأستاذ مزور لماذا لم يتم توجيه تهمة له أو على الأقل التقدم ببلاغ ضده إلى النائب العام؟!.. الإجابة لأنه لا يوجد ضده ما يدينه ولكن الهدف من هذا الموضوع هو إبعاد هذا الأستاذ القبطى عن رئاسة القسم. أما القصة الثانية فهى حملة التشويه التى يتعرض لها الدكتور عصام حجى– وهو مسلم– ويعمل رئيساً لمعمل الدفع الصاروخى فى وكالة الفضاء الأمريكية المعروفة اختصاراً باسم «ناسا» وهو أحد العلماء المكلفين باكتشاف المريخ، والذى يروج الآن وبقوة أنه تنكر لجميل جامعته التى أنفقت عليه ملايين الجنيهات لتعليمه رغم أن نفقات الدكتور حجى تكفلت بها الحكومة الفرنسية وهو ما تم إثباته بالأوراق الرسمية ونشرته «المصرى اليوم»، أمس.. مثل هذه القصص تعطيكم دليلا على أن مصر رايحة فى ستين داهية وأن البقاء للأسوا. ملحوظة: أرجو المعذرة لاستخدامى لفظ مسلم ومسيحى، ولكن الضرورة هى التى أجبرتنى على استخدام مثل هذه الكلمات، ليس للتمييز ولكن للإيضاح. المختصر المفيد اعلم أن النجاح لا يعطى جزافاً، وإنما يعطى النجاح بالبذل والتضحية. [email protected]