فى ختام مقاله فى «أخبار الأدب» عدد الأحد الماضى، قال جمال الغيطانى حول الأزمة التى تسبب فيها عرض فيلم فرنسى لطالبة إسرائيلية فى المركز الثقافى الفرنسى فى القاهرة «هذا المركز ليس قصراً للثقافة، وليس قاعة فى إحدى نقاباتنا، من حق أى إنسان ألا يذهب لمشاهدة الفيلم، لكن ما أعترض عليه هذه الحملات الغوغائية التى لا تطرح موقفاً موضوعياً إلا من خلال الصياح. إننى مع مشاهدة أى فيلم إسرائيلى، وقراءة أى كتاب من/ أو عن إسرائيل، لأن ذلك يضيف إلى معرفة ضرورية ومطلوبة. إن الأمر فى حاجة إلى مناقشة موضوعية للتطبيع والمواقف المتعلقة به حتى لا يصبح الأمر مجرد عناوين لا تعبر عن مضامين حقيقية وأيضاً واقعية». وفى جريدة «روزاليوسف» قال إبراهيم عبدالمجيد فى مقاله الأسبوعى عدد الأربعاء الماضى: «ما هى الطريقة التى تجعلنا نعرف ماذا يدور فى عقل ووجدان الإسرائيليين دون أن نقع فى فخ التطبيع، هل نساوى بين جميع المثقفين والفنانين الإسرائيليين.. هل نظل بعيدين عن فلسطينيى الضفة وغزة بسبب التطبيع؟»، وقال: «لابد من طريقة واضحة فى هذه المسألة ولا يجب تركها للظروف لأن هذه الظروف يمكن أن ترى فى موقف ما ليس تطبيعاً، إنه كذلك لمجرد أن (بطل) المسألة صديق للكثيرين، كما يمكن أن تصم الآخرين بالتطبيع لمجرد الغيرة المهنية، ولا داعى لتفصيل ذلك، المهم ما هى حدود التطبيع؟ وما هى آليات عدم التطبيع؟». أؤيد الكاتبين الكبيرين، وإجابتى عن الأسئلة التى طرحاها أن التطبيع ليس لغزاً، ولم يكن منذ ثلاثين سنة، وأن ما جعل تعريفه موضوعاً للجدل ارتفاع أصوات الفاشيين الذين يرفضون التطبيع لأنهم يريدون إبادة إسرائيل، والخلط بينهم وبين من يرفضونه لأنهم يريدون استرداد حقوق الشعب الفلسطينى ضد من يريدون إبادته من الفاشيين الإسرائيليين. ورفض التطبيع موقف تاريخى عظيم للمثقفين المصريين، ويجب حمايته من الفاشيين، ولأننى والغيطانى وعبدالمجيد من الذين يرفضون إبادة أى مجموعة بشرية لأى سبب نتفق على ضرورة معرفة إسرائيل، ونرفض التطبيع لأنه يعنى أن الأوضاع القائمة طبيعية. التطبيع هو زيارة إسرائيل أو التعامل مع أى مؤسسة إسرائيلية، أو القبول بعروض عامة لأفلام أو عروض مسرحية أو موسيقية أو معارض تشكيلية من إسرائيل، أو اشتراك وفود إسرائيلية فى مؤتمرات أو مهرجانات للفنون والآداب، ومع التسليم بعدم المساواة بين الإسرائيليين، وعدم المساواة بينهم وبين فلسطينيى إسرائيل أو أراضى السلطة الفلسطينية، فالتعاون مع أعداء الفاشية هنا وهناك شكل من أشكال التطبيع، فنحن معاً ضد الفاشية، ولكن من دون تطبيع. [email protected]