عقد الرئيس حسنى مبارك قمة ثنائية أمس فى مدينة شرم الشيخ مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن»، الذى يقوم بزيارة لمصر تستهدف، بشكل أساسى، تهنئة الرئيس مبارك على الشفاء التام من العملية الجراحية الناجحة التى أجريت له فى ألمانيا الشهر الماضى. وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر إزاء آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والجهود المصرية الرامية لتوحيد الصف الفلسطينى، وتهيئة الأجواء اللازمة لاستئناف المفاوضات بين الجانيين الفلسطينى والإسرائيلى بما يفضى إلى تحقيق «حل الدولتين». وأكد عباس، خلال مؤتمر صحفى عقده عقب اللقاء، أن السلطة الوطنية الفلسطينية بدأت بالفعل التحرك ضد القرار الإسرائيلى 1650 القاضى بترحيل آلاف المواطنين من الضفة الغربية، مشددا على عدم أحقية إسرائيل مطلقا فى ترحيل أى فلسطينى من أرضه، لأن «اتفاقنا الأساسى معهم هو أن الضفة وغزة وحدة جغرافية واحدة تحت سيادة واحدة للسلطة الفلسطينية». وقال إنه لا يمكن لإسرائيل التذرع بأن من شملهم قرار الترحيل لا يملكون بطاقات هوية، مؤكدا أن جميع الفلسطينيين بالضفة وغزة يملكون بطاقات هوية. وأضاف أن إسرائيل لا تملك حق ترحيل أى فلسطينى، مشددا على أن السلطة الوطنية الفلسطينية لن تسمح بذلك، وأنها ستواجه ذلك بشتى السبل. وحول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستلجأ إلى مجلس الأمن فى حالة فشل العملية السياسية واستئناف المفاوضات، رد أبومازن: ««لابد أن تكون أمامنا خيارات متعددة، ونحن من جانبنا سوف نستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية مع المجتمع الدولى، ومع الرباعية الدولية، خاصة مع الولاياتالمتحدة». وأضاف: «إذا ما فشلت كل هذه الخيارات والمساعى، فلن يكون أمامنا بالتأكيد فى تلك الحالة إلا اللجوء إلى المجتمع الدولى ومجلس الأمن»، موضحا أن الموقف الفلسطينى يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات. وأكد رئيس السلطة الفلسطينية أنه حتى الآن لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أى رد إيجابى من أجل العودة إلى المفاوضات، إذا ما توقف الاستيطان. وأوضح أنه إطمأن، خلال هذه الزيارة، على صحة الرئيس مبارك، مؤكدا أن الرئيس بصحة جيدة، وتماثل للشفاء تماما. إلى ذلك نفى مسؤول فى حركة حماس تقارير تحدثت عن عودة الوسيط الألمانى مؤخرا إلى المنطقة لاستئناف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى المتعثرة بين حركته وإسرائيل. وقال أسامة المزينى، القيادى فى حماس، لموقع صحيفة (الرسالة) الإلكترونية المقربة من الحركة فى غزة، إن الأنباء عن عودة الوسيط الألمانى للبحث فى مفاوضات الصفقة مطلع الشهر الجارى معلومات «غير صحيحة». ونفى المزينى أى تجدد للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط المحتجز فى غزة منذ نحو أربعة أعوام، مؤكدا أن المفاوضات «ما زالت مجمدة».