كرة القدم ليست مجرد لعبة نطاردها هربا من أحزان ومواجع أو جريا وراء فرحة تبخل بها أيامنا الصعبة.. وإنما هى جزء من حياتنا ومن تاريخنا ومن بلادنا أيضا.. وعلى الرغم من هذه الحقيقة ومن مكانة الكرة وشعبيتها وإعلامها وتأثيرها وشغف الملايين بها، فإنها تبقى فى مصر بلا تاريخ، لأن أحدا من قبل لم يهتم بتدوين هذا التاريخ أو البحث عنه.. قليلون جدا هم الذين حاولوا ولايزالون يحاولون ذلك رغم كل المصاعب والموانع وحيرة البحث عن الحقائق والتفاصيل.. واحد من هؤلاء هو الدكتور شيرين فوزى.. أستاذ الهندسة بالفنية العسكرية سابقا والجامعة الأمريكية حاليا، ونجل عبدالرحمن فوزى، أحد أهم عشرة نجوم فى تاريخ الكرة المصرية على مر العصور.. وبينما ينشغل الكثيرون جدا بالكرة ومبارياتها وأزماتها وحروبها، يبقى شيرين فوزى وحده أحد المهمومين بتجميع تاريخ اللعبة الجميلة فى مصر، وقدم بالفعل قبل سنوات موسوعة رائعة عن مشاركة مصر فى كأس العالم فى إيطاليا عام 1934.. منتخب مصر بكل مبارياته ونجومه وحياتهم ومشاويرهم وصورهم وأنديتهم.. وكان كم المعلومات والأرقام والحقائق والصور التى اجتهد شيرين فى جمعها عبر سنوات طويلة، هو الدليل الوحيد الذى قدمه للجميع على أنه رجل يحب مصر وكرة القدم.. وعلى الرغم من أن شيرين لم يلق الشكر الذى توقعه ولا الحفاوة التى كان ولايزال يستحقها، فإن ذلك لم يمنعه من إعداد موسوعة أخرى عن تاريخ بطولتى الكأس والدورى فى مصر منذ عام 1922 وحتى اليوم.. حكاية كل بطولة سنة بعد أخرى ومئات الصفحات وألف ومائة وخمسون صورة كروية لم تنشر من قبل.. لكن إمكانات الرجل تعجز عن طبع هذه الموسوعة الضخمة على نفقته الخاصة مثلما جرى مع موسوعته الأولى.. ولا أظن أن شيرين فوزى بعد كل هذه المعاناة والجهد والشقاء.. مطالبا بأن يدفع من جيبه لكى تصبح هذه الموسوعة متاحة للجميع.. إنما هو واجب اتحاد الكرة أو المجلس القومى للرياضة أو وزارة الثقافة أو مكتبة الإسكندرية.. ولا أعرف إن كنت سلكت الطريق الصحيح أم لا حين طالبت شيرين فوزى بالكف عن طرق أبواب المسؤولين وطلب اهتمامهم ومعاونتهم.. فهذا ليس مطلوبا منه أبدا ولا يليق به أو بنا.. إنما هو واجبنا كلنا أن نقف معه ونشكره أولا على كل هذا الجهد.. ثم نعهد بالأمر كله لأى من مؤسسات الكرة أو الثقافة أو أى من الهيئات والشركات المهتمة بالكرة فى بلادنا.. لتتكفل بتقديم هذه الموسوعة للناس وبالشكل اللائق بنا وبالكرة وتاريخها فى مصر. [email protected]