أصدرت الهيئة العليا لحزب الوفد قراراً بتجميد عضوية النائب محمد عبدالعليم داوود والتحقيق معه فيما قاله تحت قبة البرلمان من أن محمود أباظة رئيس حزب الوفد لوث الحزب لأنه يتلقى أموالاً من الخارج من خلال الجمعيات الأهلية التى يمتلكها بعض أعضاء الهيئة العليا للحزب، فتحدثنا مع داوود الذى أكد أن هذا القرار لا يعنيه لأنه لم يعترف بأباظة رئيساً للحزب من الأساس وأن وفديته من الشارع ولن يذهب إلى لجنة التحقيق موضحاً أن أباظة يطلب تعديل اللائحة لصالحه فى حال فوز بدراوى برئاسة الحزب، وأكد داوود صحة ما تردد عن عقد صفقة بين حزب الوفد والحزب الوطنى وأن محمود أباظة رئيس الحزب ومنير فخرى عبدالنور سكرتير عام الحزب هما اللذان عقداها، وأنهما يعملان على عقد الصفقات منذ فترة طويلة على حد قول داوود. ■ ما رأيك فى قرار تجميد عضويتك بالحزب وإحالتك للتحقيق بعد هجومك على محمود أباظة تحت قبة البرلمان؟ - لا أعترف بمحمود أباظة رئيساً للحزب من وقت توليه وحتى الآن، وهذا القرار ينفذه على نفسه «مش على»، وسبق لى أن حذرت من الأموال الملوثة لبعض الأعضاء فى الحزب، التى تأتى من الخارج منذ عام 2006 وسبق لنعمان جمعة أن فصل أحد أعضاء الحزب بسبب حصوله على شيك من السفير الأمريكى. ■ معنى ذلك أنك لن تذهب للتحقيق؟ - نعم.. فأباظة اغتصب رئاسة الحزب، وكأنه يسير على نهج ما نسمعه فى بعض الدول الأفريقية «اللى يصحى بدرى ياخد الحكم»، كان هذا مع حصوله على صك من أمين الحزب الوطنى بالموافقة. ■ ماذا لو صدر قرار بفصلك من الحزب؟ - منذ صدور هذا القرار تلقيت العديد من الاتصالات من الوفديين فى جميع أنحاء الجمهورية والجميع قالوا لى إنه شرف لى أن يقوم محمود أباظة بفصلى من الحزب، فهو لا يعلم أن الوفد انتماء وليس وظيفة وأن الشرعية الحقيقية للوفد خارج جدران مقر الحزب الباردة فى بولس حنا والتى زادها أباظة برودة. ■ وماذا ستفعل لو صدر القرار بفصلك؟ - المشكلة أن تاريخ الفصل معروف وليس جديداً ولكنه كان يتم لأسباب أخرى فمثلاً، فصل مكرم عبيد من الحزب لأنه كان يتقرب من القصر على حساب الحزب، وفصل ياسين تاج الدين عندما سافر لإحدى الدول بتفويض من الدولة، وفصل أحمد حمادى لتقاربه من السلطة، ولأول مرة يتم اتخاذ موقف منى بسبب احتجاجاتى ضد أباظة بسبب تقاربه للحزب الوطنى الحاكم وعلاقته بالجمعيات الأهلية الممولة من الخارج وتفتيت الوفديين. ■ ما رأيك فى اقتراحات أباظة لتعديل اللائحة؟ - أباظة يريد أن يعدل اللائحة ويؤجل انتخابات الهيئة العليا لمدة عام وتجرى الانتخابات على مقعد رئيس الحزب فى موعدها فى شهر يونيو، تحسباًُ لخسارته الانتخابات وفوز فؤاد بدراوى، فيستطيع أباظة إدارة الحزب وعرقلة رئاسة بدراوى من خلال الهيئة العليا التى حشد معظمها أباظة من أصدقائه وتابعيه، ثم يؤجل الهيئة العليا مرة أخرى لمدة عام فى العام المقبل بحجة انتخابات الرئاسة وبذلك يكون نفذ كل ما يريده. ■ هل لهذا علاقة بالصفقات التى يتردد أنها تعقد بين الوفد و الوطنى؟ - الصفقة حقيقية بالفعل وهى بين محمود أباظة ومنير فخرى عبدالنور من جانب وقيادات الحزب الوطنى من جانب آخر، وحزب الوفد بعيد تماما عما يقوم به أباظة وعبدالنور وأكبر دليل على هذه الصفقة نجاح أباظة فى وأد الدور المعارض الذى عرف به حزب الوفد طوال تاريخه. ■ هل هناك صفقات سابقة تم توقيعها فى هذا الإطار؟ - أباظة عقد صفقة فى 2003 سميت بصفقة جمال حشمت، الذى كان نائبا عن الإخوان، وهى الصفقة التى أتاحت لخيرى قلج دخول المجلس عن دائرته فى البحيرة وكان أباظة وقتها نائبا لرئيس الحزب، وقام منير فخرى وكان وقتها رئيس الهيئة البرلمانية للوفد بتبنى تنفيذ الفكرة داخل البرلمان وهى إسقاط عضوية حشمت، مقابل حصول قلج على المقعد، وكنت وقتها عضوا بالبرلمان واعترضت أنا ومحمود الشاذلى النائب الوفدى على هذا المخطط. ■ وماذا حدث وقتها؟ - قدم منير فخرى وقتها مذكرة إلى نعمان جمعة، وأيدها محمود أباظة وحولونا إلى التحقيق داخل الحزب. ■ لكن هذه صفقة واحدة وأنت تحدثت عن «صفقات»؟ - نعم... هناك أخرى تمت بين أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى وأباظة وعبدالنور فى انتخابات رئاسة الجمهورية تمثلت فى الاتفاق على خوض أحد قيادات الوفد انتخابات الرئاسة لإضفاء صفة شرعية على الانتخابات وحدث أن نعمان جمعة تطاول على قيادات الوطنى فى مؤتمراته فتم الاتفاق على أن يطيح محمود أباظة ومنير فخرى بنعمان جمعة وبالفعل هذا ماحدث بمساندة لجنة شؤون الأحزاب والأمن. ■ هل اقتصرت الصفقات على انتخابات البرلمان والرئاسة؟ - لا.. كانت هناك صفقات أخرى فى انتخابات المحليات بدأت بموافقة محمود أباظة على تجديد الثقة فى مجالس المحليات فى 2006 لمدة عامين، ثم حصل على العديد من المقاعد فى 2008 وهناك أيضا صفقة قام بها أباظة ولكن الوفديين صدوه عنها وهى موافقته على التعديلات الدستورية فى 2007، وأجبره الوفديون على تغيير موقفه والإعلان عن رفض التعديلات الدستورية. ■ تمت هذه الصفقات وأنت عضو برلمانى وفدى.. فهل أتيت بصفقة؟ - أنا دائما آتى بصفقة ولكن مع الشعب أما الآن فالوطنى والوفد يتفقان على استبعادى وأحمد عز حصل على وعد من أباظة بعدم نشر أى نشاط لى فى جريدة الوفد. ■ هل يمكن أن يضحى الوفد بالقوى السياسية الأخرى لضمان مصالحه الخاصة؟ - أباظة ومنير يضحيان بأى شخص من أجل مصالحهما. ■ هل هناك عدد مقاعد محدد للصفقة المقبلة أم أن المسألة تخضع للظرف السياسى وقت الانتخابات؟ - المقاعد لا تزيد كثيراً عما نشر ب«المصرى اليوم» ومن الممكن أن تتم إضافة أسماء بعينها، واستبعاد أسماء أخرى لكن وقت التنفيذ سيتغير الأمر ليصب فى اتجاه رجال أباظة وعبدالنور. ■ ماتوقعاتك لاحتمالات إتمام تلك الصفقة؟ - أباظة ملتزم مع الحزب الوطنى تماماً وأتوقع إتمام الصفقة بنجاح فهو ملتزم بأوامر أحمد عز أكثر ألف مرة من التزامه بأى مبدأ وفدى. ■ بعد كل ما ذكرته.. لماذا يبقى أباظة فى رئاسة الوفد؟ - لو جرت الانتخابات الداخلية للحزب فى موعدها.. فلن ينجح أباظة وللعلم هو يرتعد ويخشى من أن يترشح ضده الدكتور سيد البدوى أو فؤاد بدراوى. ■ من ستساند فى انتخابات رئاسة الحزب المقبلة بعد أن أعلن فؤاد بدراوى ترشحه للرئاسة؟ - لكل ما ذكرت سأساند بدراوى لأنه لن يصل إلى ما وصل إليه أباظة، وقد رأيته لمدة 5 سنوات فى مجلس الشعب وكنت أرى أنه من أكثر الناس حرصاً على لم شمل حزب الوفد ومثله تماماً السيد البدوى.