حبيبة «7 سنوات» ليست طفلة وإنما ست البيت التى ترعى كل شؤونه، فتسأل الأم والأب أين يذهبان ومتى سيعودان وماذا سيفعلان بالضبط خارج المنزل؟ تنصح أختها الكبرى بعدم التأخر وتعرف مكان كل صغيرة وكبيرة بالمنزل، وتشكو من ارتفاع فاتورة التليفون، عندما تلعب تتقمص شخصية الأم مع أولادها فتربى العروسة وتشخط فى الدبدوب «عشان يسمع الكلام»، على حد قولها، وتريد أن تصبح مدرسة «عشان تربى أولاد المدرسة كلهم». تقول أم حبيبة: حبيبة هى أمى وليس العكس، فهى التى ترعانى، وبالرغم من صغر سنها فإنها أم من الطراز الأول، فهى تحمم العروسة وتطعمها وتغير لها ملابسها وتنومها بجانبها فى الفراش، ولا أنسى عند مرضى قامت بتسريح شعرى وسهرت بجوارى حتى الفجر وهى تضع لى كمادات باردة، ولكن الغريب هو اهتمامها بكل صغيرة وكبيرة فى المنزل. سلمى «9 سنوات» تهتم بأمها بشكل خاص فتحب الاطمئنان عليها كل فترة بالموبايل، تسألها عن أخبارها ومتى ستعود للمنزل، لدرجة أن أمها تردد دائما لزملائها فى العمل : سلمى هى أمى. ترى الدكتورة فايدة زيادة، أستاذ علم النفس بكلية طب قصر العينى، أن غريزة الأمومة تولد مع الطفلة منذ بدء وعيها، وتزداد تلك المعالم مع طريقة تنشئة الطفلة والبيئة المحيطة بها بحيث تصبح أما صغيرة وترعى أمها فى الكبر وتقوم بأعباء المنزل مكانها. ولكن قد يصير الأمر سيئاً إذا كانت الأم ضعيفة الشخصية،فيجب ألا تتنازل الأم عن دورها لابنتها حتى لا تصاب بالغرور والغطرسة وتحكم زمام الأمور عندما تكبر.